يَا شَهُيْدًا شَقَّ دَرْبًا فِيْهِ يَرْقَى
كُلُّ دَرْبٍ دُوْنَهُ هَيْهَاتَ تَرْقَى

ظَنَّ غِرٌّ فِي الدَّنِيَّاتِ حَيَاةً
أَبِجُبْنٍ دُوْنَ مَوْتٍ سَوْفَ يَبْقَى

سُنَّةٌ لِلّٰهِ دَفْعٌ لَيْسَ تَخْفَى
فِي الْبَرَايَا تَجْعَلُ الْأَيَامَ أَرْقَى

مِنْ قَدِيْمٍ والدُّنَا فِيْهَا قِتَالٌ
شَرُّ قَتْلٍ أَخْرَسَ الْقِسْطَ نُطْقَا

كُنْ شَهِيْدًا يَا أَخِي هٰذَا اصْطِفَاءٌ
أَهْلُ دُنْيَا أَهْلُهَا بِالظُّلْمِ حَمْقَى

أَنْتَ فِي الدُّنْيَا غَرِيْبٌ وَوَحِيْدٌ
عِنْدَ قَوْمٍ جُلُّهُمْ يَخْشَوْنَ عِتْقَا

وَالدُّجَى كُلُّ الدُّجَى يَا مَنْ تُسالِمْ
لِاحْتِلَالٍ غَاصِبٍ لَمْ يُبْقِ حَقَّا

لَمْ يَفِ الْمُحْتَلُّ فِي عَهْدٍ بِيَوْمٍ
لَا وَلَنْ يُعْطِيْكَ حَقًّا مُسْتَحَقَّا

لَا تَسَلْ عَنْ سَافِلٍ لَوْ عَاشَ دَهْرًا
أَحَيَاةٌ هٰذِهِ إِنْ عَاشَ رِقَّا

سَافِلٍ قَدْ خَانَ دَمًّا وَنِضَالًا
وَاشْتَرَى قَيْدًا وَقَبْلًا كَانَ طَلْقَا

جَلَّ دَمٌّ لِلثَّرَى قَدْ كَانَ نَهْرًا
دَفْقُهُ مَنْ صَيَّرَ الْأَرْوَاحَ طَوْقَا

جَدَّدَ الْأَفْرَاحَ غَيْثٌ عَمَّ جَدْبًا
رُغْمَ نَارٍ وَحِصَارٍ صَارَ عَنْقَا

أَشْعَلَ الْإِيْمَانَ فِيْنَا مِنْ جَدِيْدٍ
جَذْوَةٌ كَالرُّوْحِ فِي الْأَبْدَانِ تَبْقَى

وَاشْتَرَى رَبِّي مِنَ الْأَحْرَارِ رُوْحًا
صَفْقَةٌ لِلّٰهِ فِي الْأَخْيَارِ وُثْقَى

عَوِّدِ الْأَيَّامَ نُبْلًا تَحْيَ حُرًّا
مِنْ حَمَاسٍ زَادَتِ الْأَخْلَاقُ عُمْقَا

غَزَّةٌ يَا دَارَ عِزٍّ وَافْتِخَارٍ
فِي عَدُوٍّ أَوْغَلْتْ جَرْحًا وَصَعْقَا

وَجِنِيْنٌ كَمْ تُعَانِي مِنْ شَقِيْقٍ
يَدُهُ فِي دَمِّهَا مَا كَانَ رَقَّا

مِئَةٌ وَلَّتْ وَلَا يُبْكَى عَلَيْهَا
تَضْحِيَاتٌ تَحْرِقُ الْأَعْدَاءَ حَرْقَا

إِنْجِلِيْزٌ وَيَهُوْدٌ ثُمَّ قُرْبَى
وَفِلِسْطِيْنٌ بِهٰذَا الظُّلْمِ تَشْقَا

إِنَّ أَمْرِيْكَا هِيَ الشَّيْطَانُ حَصْرًا
تَشْنُقُ الْأَنْوَارَ بِالْإِظْلَامِ شَنْقَا

تَدْعَمُ الْمُحْتَلَّ بِاسْمِ الْحَقِّ دَعْمًا
تَسْحَقُ الْمَظْلُوْمَ بِاسْمِ الْعَدْلِ سَحْقَا

شِرْعَةُ الْكُفَّارِ مَيْنٌ وَاعْتِدَاءٌ
عَدْلُهَا فِي أَنْبِيَاءٍ قَدْ مَاتَ خَنْقَا

حسن علي محمود الكوفحي