9 فبراير, 2025 الأمّ في غزة
الأمُّ في غزّةٍ كالأمِّ في الخضرا
ربحاً تعدُّ فراقَ الابنِ لا خُسرا
إذا توخى حمامُ الموتِ فلذتَها
تقولُ للموتِ : خذْ فلذاتِيَ الأخرى
إذا توسَّدَ كفَّ الموتِ واحدُهم
سعداً ترى في بلوغِ الموتِ لا قهرا
تقولُ أمّي – إذا ما جئتُ منكسراً –
” لن تبلغَ المجدَ حتّى تلعقَ الصبرا “
فقمْ و لبِّ نداءَ الثأرِ يا ولدي
فالحرُّ منهزمٌ ، إن أرجأ الثأرا
و وحدكَ الآن في سوقِ الوفاء ، فلا
تهِنْ إذا بتَّ يوماً قابضاً جمرا
لا شيء في هذه الدنيا يجود لنا
حيناً ، إذا لم نَجُد من أجلهِ دهرا
هي الحياةُ ممرٌّ للكرامِ ، فإنْ
رمتَ العلا فاتّبعْ أمجادَ مَن مرّا
تُضيفُ أمّي : إذا صاغَ الزمانُ لكم
سطراً فصيغوا لهُ من جودِكُم سِفرا
تُضيفُ أمّي : إذا حازَ العدوُّ لكم
أرضاً فردُّوا له – ما حازَهُ – قبرا
و الأمُّ في غزةٍ نادتْ : و في يدها
روحٌ تئنُّ ، و أوجاعٌ لها تترا
عندي لدفنِ “الضَّنَى ” أطنانُ أقمشةٍ
بالعزِّ أنسجُ متراً يقتفي مترا
نسجتُها ثوبَ فخرٍ للشيهدِ ، وما
نسجتُ للرايةِ البيضاءِ لو شبرا
….. ….. …..
علي حاج حمود