الأمُّ في غزّةٍ كالأمِّ في الخضرا
ربحاً تعدُّ فراقَ الابنِ لا خُسرا

إذا توخى حمامُ الموتِ فلذتَها
تقولُ للموتِ : خذْ فلذاتِيَ الأخرى

إذا توسَّدَ كفَّ الموتِ واحدُهم
سعداً ترى في بلوغِ الموتِ لا قهرا

تقولُ أمّي – إذا ما جئتُ منكسراً –
” لن تبلغَ المجدَ حتّى تلعقَ الصبرا “

فقمْ و لبِّ نداءَ الثأرِ يا ولدي
فالحرُّ منهزمٌ ، إن أرجأ الثأرا

و وحدكَ الآن في سوقِ الوفاء ، فلا
تهِنْ إذا بتَّ يوماً قابضاً جمرا

لا شيء في هذه الدنيا يجود لنا
حيناً ، إذا لم نَجُد من أجلهِ دهرا

هي الحياةُ ممرٌّ للكرامِ ، فإنْ
رمتَ العلا فاتّبعْ أمجادَ مَن مرّا

تُضيفُ أمّي : إذا صاغَ الزمانُ لكم
سطراً فصيغوا لهُ من جودِكُم سِفرا

تُضيفُ أمّي : إذا حازَ العدوُّ لكم
أرضاً فردُّوا له – ما حازَهُ – قبرا

و الأمُّ في غزةٍ نادتْ : و في يدها
روحٌ تئنُّ ، و أوجاعٌ لها تترا

عندي لدفنِ “الضَّنَى ” أطنانُ أقمشةٍ
بالعزِّ أنسجُ متراً يقتفي مترا

نسجتُها ثوبَ فخرٍ للشيهدِ ، وما
نسجتُ للرايةِ البيضاءِ لو شبرا

….. ….. …..
علي حاج حمود