العودة إلى الشمال

كبر فهذي عودة الأعياد
فاقرأ ورتل صرخة الميلاد

هذا مخاض أشرقت آلامه
وصراخه ويل على الجلاد

ونزيفه مسك تضوّع عطره
نشرا يطيب لرائح ولغادِ

ينبوعه شِرب يلذ شرابه
للظامئين وسائغ للصادي

يوم تجلى والقيود تناثرت
آن الأوان لكسر ذي الأصفاد

هم رتلوا آي الرجوع ليرتقوا
وصدى الهتاف نسائم الأوراد

جمعوا الفَناء مع البناء وأسسوا
بالموت عيشا طيب الأضداد

في همسهم جهر الحياة وصوتها
وبصمتهم أهزوجة الميعاد

هاماتهم طال النجوم شموخها
وسبيلهم بعقيدة وجهاد

ودماؤهم للفاقدين سنابل
في قمحها فيض من الإمداد

أشلاؤهم للقادمين مشاعل
أمل تجلى في خطى الرواد

وتنسموا الجبل الأشم وسيرهم
لم ينجرف يوما تجاه الوادي

قد رتلوا تكبيرة العيد التي
نفرت لها ترنيمة العُواد

وضعوا يدا فوق البطون الخاويا
ت وأختها قبضت زمام زناد

بملامح تحكي النسور ترفعا
وهياكل تنبيك عن زهّاد

شعب بغزة كالفنيق إذا اجتوى
نارا ترجل من فؤاد رماد

ريما البرغوثي