زَئِيْرُ القَلمِ الأبِيِّ
——————-
سَيَظَلُّ يَهتِفُ فِي الحَيَاةِ يَرَاعِيْ
سَادَ الخُنُوعُ ، ولَستُ بِالخَنَّاعِ
سَيَظَلُّ يَهتِفُ بِاليَقِيْنِ مُنَاضِلاً
رَغمَ القُيُودِ ، وقِلَّةِ الأشيَاعِ
سَيَظَلُّ يَهتِفُ هَازِئَاً دُنيَا الوَرَىٰ
سَأدُوْسُ دُنيَا إن نَوَت إخضَاعِي
وعَلَىٰ جَبِيْنِ النَّجمِ أنصِبُ هَامَتِي
رغمَ العِدَا ، ومَكَائِدَ الخُدَّاعِ
ويَقُودُنِي لِلعِزِّ مَتنُ سَمَاحِتِي
بِالحُبِّ نَأسِرُ مَن دَعَوا لِنِزَاعِ
أنَا لَن أخَونَ ولَن أوَاليَ مُجرِمَاً
أقبِح بِهِ! وبِجُندِهِ الأتبَاعِ
أنَا لَن أعِيشَ مُهَادِنَاً مُتَمَلِّقَاً
يا ذُلَّ عَبدٍ خَانِعٍ مُرتَاعِ!
أنَا لَن أبِيعَ مِدَادَ فِكْرِي لَحظَةً
مِن غَيرِ مَنٍّ .. لَستُ بِالمِطوَاعِ
نَفسِيْ جَمُوحٌ والإبَاءُ كَسَاؤُهَا
فَالحَقّ زَادِيْ شِرعَتِي وشِرَاعِي
هَذَا بَيَانٌ للعِدَا سَطَّرتُهُ
مِن لَفحِ ثَأرِيْ ، مِنْ لَظَىٰ أوجَاعِي
مَا هَزَّنِيْ وَعدٌ لَهُمْ وَوَعِيْدُهُمْ
أبَدَاً فَغَايَةُ سَعيِهِمْ إركَاعِي
هَذَا يَرَاعِيْ الحُرُّ يَهتِفُ شَامِخَاً
لِلَّهِ يَحيَا .. لِلشَّهَامَةِ رَاعِ
سَاعٍ إلَىٰ نَشرِ الحَقِيقَةِ والهُدَىٰ
مُستَبْسِلاً .. أكْرِمْ بِهِ مِن سَاعِ!
يَجتَثُّ جُندَ عِمَالَةٍ وخِيَانَةٍ
يَا وَيْلَهِمْ! .. مُتَسَلِّقُوْنَ أفَاعِيْ
ويَدُوسُ وَجهَ مُطَبِّعٍ مُستَسلِمٍ
حَقَّاً وزَيْفَ سَلامِهِمْ وخِدَاعِ
ويَدُوسُ مَن يَدعُو لِنَشرِ رَزِيْلَةٍ
ويَدُوسُ كُلَّ مُنَافِقٍ ورُعَاعِ
سَيَظَلُّ يَهتِفُ واليَقِينُ كِسَاؤُهُ
يَستَلُّ حِقدَ جَهَالَةٍ وصِرَاعِ
لَن يَرتَدِي مَا عَاشَ ثَوبَ مَهَانَةٍ
فَالصِّدقُ دِرعِيْ والإبَاءُ ذِرَاعِي
هَذَا سَبِيلِي فِي الحَيَاةِ سَلَكتُهُ
فِي هِمَّةٍ ، وعَزيْمَةِ القَعقَاعِ
فَاللّهُ رَبِّي غَايَتِي لا غَيرُهُ
ولَهُ أعِيشُ بِعِزَّةٍ وشُجَاعِ
وأطُوفُ دُنيَا العَالَمِيْنَ قَضِيَّتَي
صِدقُ المَقَالِ يَسُودُ فِي الأصقَاعِ
مُتَسَلِّحٌ بِعَقِيدَتِي وكَرَامَتِيْ
أحيَا بِهِمْ .. أسكَنتُهُمْ أضلاعِيْ
هَذَا فَخَارُ الحَرِّ هَذَا مَجدُهُ
هَذَا زَئيْرُ قَصِيدَتِيْ ويَرَاعِيْ
سَعِدَ الذِيْ عَاشَ الحَيَاةَ لِرَبِّهِ
حُرَّاً أبِيَّاً .. للفَضَائِلِ دَاعِ
هَذَا يَرَاعِيْ لِلفِدَا أوقَفتُهُ
لِمَكَارِمَ الأخلاقِ ، والإبدَاعِ
——————————–
شعر/ عبد الحافظ السيد