كلُّ البلادِ
على البلادِ تُسلِّمُ
ما مِن يدٍ بُتِرَت ولا تتألّمُ
جالَت عيونُ المكتوينَ بنارِها
بيتي شهيدٌ/ والفقيدُ مُعظّمُ
تحتَ الجدارِ لقِيتُ دُميةَ طفلةٍ
تبكي لِذكراها التي تتهدّمُ
وكأنّ دمعتَها الرُّكامُ
وهذه الدُّنيا
مصيرٌ مستبدٌّ مجرمُ
فتَحَ الكتابَ
فلم يجِدْ إلا أسًى
في صفحةٍ تبكي
وأخرى تكتُمُ
وصراخُها المُشتدُّ
في عمقي لهُ
أثرُ السّكاكينِ
التي لا ترحمُ
لا شيءَ في الصّفَحاتِ،
صوتُ صغيرةٍ تروي حكايتَها
ولا تتكلّمُ
تَروي فصولًا لا تُقالُ،
غلافُها موتٌ خياليٌّ ووقتٌ مُظلِمُ
– أن يستغيثَ الخبزُ
قبلَ نضوجِهِ
مات الرّغيفُ وما تذوَّقَهُ فمُ
– أن يندبَ التفّاحُ
كفَّ صبيّةٍ
لم تجنِهِ فجنا حلاوتَهُ الدّمُ
– أن يرجفَ الرَّملُ
الأصمُّ ولا يرى
قلبًا لطلعةِ جارتي يتوحَّمُ
لا شيءَ غيرُ الموتِ يمكثُ ها هُنا
فالصُّبحُ مخطوفُ الخُطَى يتلعثمُ
حجبَتهُ غربانُ الضّبابِ، فأينَ مَن
وعدُوا الشّموسَ فأحجَمَت وترحّموا
أسمِعتَ عن..
بيتٍ يئنُّ
ورجفةٍ للسّقفِ قبلَ القصفِ لا يستلمُ
يا موتُ ..
يمنحُنا العنادُ ولادةً
هي رُغمَ أنفِكَ
تُستعادُ وتحلُمُ
يا موتُ
يا وجعَ الذينَ أحبُّهم
يكفيكَ، أم أنَّ العناقَ مُحرَّمُ
– البيتُ،
– والضحكاتُ،
– والأمُّ التي مِن بعدِها،
كلُّ العيالِ تَيتَّمُوا ..
الموتُ عندكِ يعلنُ استسلامَهُ
خجلًا وكم شاهدتُهُ يتندَّمُ
والكونُ كلُّ الكونِ
يمشي فوقَ أطرافِ الأصابعِ منكمُ يتعلّمُ
اللهُ أصفاكُم بعزّتِهِ التي
وُهِبَت لكم فتكبَّروا ما شِئتُمُ
سيَزولُ كابوسُ الجراحِ/
هُنيهةً ونَعودُ ..
يجمعُنا
النَّشيدُ المُلهِمُ
#مصطفى_مطر