19 نوفمبر, 2024 أرض الحمام
أرض الحمام
في عالم الحمقى وراء الأفعوان
تمشي العناكب في غرور من أمان
حتى أتوْا أرض الحمام فأبصرَتْ
أنثى العناكب في عيونهم الهوان
فبرغم كثرة جمعهم لكنهم
كغثاء سيل في ميادين الطِّعان
فإذا بدى صوت الفحيح أصابهم
وَهَنٌ فأركسهم كمذعور جبان
و اسْتَمْرَأوا عيش المهانة و ارتضوْا
كأس العبيد فأصبحوا طوع البنان
فاستوطنت أنثى العناكب أرضهم
و بخَيْطها نسجت لها بيت الكيان
و تَسَوَّدَتْ في أرضهم و قرارهم
حتى غدوا في دارهم خدم المكان
و تفاقم الخطب المهين فأعلَنَتْ
أن الديار ديارها عبر الزمان
فتقبل السرب الذليل كلامها
فَهُمُ الضعاف و مالَهُم رد البيان
و العنكبوت قوية في مجدها
و لِبَيْتها خيط به لا يستهان
و توالت الأجيال يُورِث بعضها
صوت الخضوع و صِنْوَه صمت اللسان
حتى أتى من بينهم جيل حظى
ببصيرة و شجاعة في عنفوان
و استنهضوا سرب الحمام ليطرحوا
ثوب المذلة فالحساب اليوم حان
فالعنكبوت ضعيفة و بِبَيْتها
وَهَنٌ يُرى لذوي البصيرة كالعَيَان
و بساعة الحزم ارتدوا في عزة
درع الثبات ليكسروا قيد المُهان
و الغاب تنظر في ذهول ما جرى
و البعض يسأل هل سيَرْضَى الأفعوان
و البعض قال حماقة من طائش
و غَداً سيَجْنوا شؤمها و الغد دان
و العام مر على العناكب حسرة
و الطير حلق في الفضاء بصولجان
فاليوم درب بسالة و تحرر
ما عاد يُصلح شأنهم درب القيان
قطَعوا خيوط العنكبوت بصدقهم
و الزيف منها قد تعرى و استبان
يا أمة رَضِيَتْ تعيش حمائما
أنتم صقور بالجوارح و الجَنان
لكنما سَلَفٌ لكم قد أجرموا
فَرَضَى جميعهم المهانة و استكان
فلتدركوا أن الحقيقة أنتمُ
شعب الصقور و نَيْلكم للمجد آن
علي كمال النبراوي