” موّالُ الأرض..”

دَمٌ يُسائلُ عن أسرارهِ جُثثًا

تقاسمَا الصّمتَ..لا قالت..ولا قالا

ماذا جَرى للرّفاقِ؟ البيتِ؟ أمتِعتي؟

أغصانِ عُمري التي مالت، وما مَالا

ألا يَزالُون يَسعى كلبُهم نَجسًا

في طُهرِ أرضيَ؟ والجَلادُ ما زالا؟

تَعثّرَ المَوتُ بالمَوتى وما رَسمَت

ضَوءَ الحياةِ خُطًى. وليلُهُم طَالا

جماجِمُ الرّعدِ زَحفًا في قصائدِنا

وحُرُّ أنفاسِنا يَجتاحُ أهْوالا

في كلُّ مَذبحةٍ نُحصِي بَواسِلَنا

كَم طفرةً أورثَتْ طِبًّا وأمْصَالا

كلُّ الدّروبِ الى مِيلادِ نَخلتِنا

صَكّتْ خرائطَ لم تَسْتفْتِ دجّالا

نَعَم لكُم ما سألتُم، والكِفاحُ لنا

مِن لحمِ ثَورتِنا تَسْعَون أرْطالا !

لنا الشّظايا إذن..والرّكضُ ..والثّكْلى

مِن الجِراح ..، ونُهْدي الأرضَ موّالا

وكم أبَحْنا المُغنّي دَمعَنا وتَرًا

زَفَّ المعانيَ للأفراحِ مُختالا

سَجِّلْ هُنا أننا للظُّلم ما خَضَعَتْ

جِباهُنا ..أو خَشِينا الوقتَ إغْفالا

ما وَارَبَت شمسُنا حِين المَدى سقطَتْ

كُويكِباتٌ لهُ ضعفًا وإقْلالا

تهافَتُوا لفُتاتِ الضّيْمِ، واسْتبَقتْ

أرواحُنا تزِنُ الآفاقَ مِثْقالا

لا تُودِعُوا النارَ بحرًا مِن تَخاذُلِكم

أو تَسألوا الصّخرَ حِين الجَدْب شَلّالا

أسماء جلال