نور وظلام
لئن أظلمت أرض المشارق إنها
لفي الغرب شمس الله تنشر نورا
فلا يستوي من باع بالبخس دينه
ومزق سترا واستباح سفورا
بمن ذاق من نبع اليقين حلاوة
وسار على هدي الرسول قريرا
ولا يستوي من بث في اللات روحها
وأنبت للعزى هناك بذورا
بمن صاغ للطهر النقي عباءة
فألقى على وجه الظلام بدورا
وأرض رسول الله تفتح حضنها
لأنجس من طاف البلاد عبورا
وأقذر من يخطو على الأرض طيفهم
وأسفل من في العالمين حضورا
ألا فاطبخوا سما زعافا لتنشروا
قذارة عصر تستفيض بحورا
سقى الله في صحرا الجزيرة من مضوا
لنشر هداهم كاشفين صدورا
وخطوا على الآماد تبر حروفهم
كتابا بحفظ الله ظل دهورا
فنعم كتاب بالهدى متنزل
يفوح على مر الزمان عطورا
به ارتفعت قامات قوم فأُلبسوا
حريرا وأعلوا في البناء قصورا
وذاقوا نعيم الله حتى رأيتهم
نسوا الله والشيطان كان سفيرا
لِهَيْبة بيت الله لما تنكروا
وزانوا به للمنكرات نحورا
توكأ قلبي فوق ضلعي ونبضه
دم يتلظى كالحميم غزيرا
كأني به الناقوس يعلو ضجيجه
يسوق لسمع الصامتين نذيرا
فيصرخ في واد سحيق وإنما
يعود الصدى كالنائبات خطيرا
ألا فاعلموا أن الدناءة إن طغت
على القوم باعوا أنفسا وضميرا
لئن ضيعوا الأخلاق والدين ما ارتقوا
بميزان رب العالمين نقيرا
لقد سطر التاريخ في الأرض خزيهم
فهم حبر عار يستبيح سطورا
وهم وشم شؤم في جبين زمانهم
وقد أسلفوا في الموبقات عصورا
كأني بهم والجاهلية قد سرت
بهم ترتوي ماء الوجوه نميرا
يذودون عن كهف الأباليس ذودهم
ويَلقَون يوما عابسا وسعيرا
ويمكر ذاك الحشد مكرا ليفرحوا
ولكن مكر الله كان كبيرا
فهل رضي الشيطان عنكم مفرخا
بأعشاشكم شبها له ونظيرا
إذا المرء ألقى عنه ثوب حيائه
فليس بأخلاق الرجال جديرا
ريما البرغوثي
٢٣/١١/٢٠٢٤ السبت