28 أكتوبر, 2024 جعفر العصر
جعفر العصر
تعويذة للورى جاءت كما الشفق
يرتل الجيل منها نفثة الألق
أيقونة العصر تروي اليوم قصتها
من الدما مزجت ترتيلة الأفق
خطت على جدر الأمجاد عزتها
ثم انثنت ترتوي من لجة الغرق
من مقلة لم تنم والجمر يوقظها
علت على زمن للذل ممتشق
أهدابها ابيضَّ في الأهوال أسودها
أرخى لثاما وأبقى لمعة الحدق
رغم الجمار التي تقتات مقلته
تلقاه منتقما من أعين الأرق
يا من رأى أسدا والموت يرقبه
كالنخل يشمخ يطفي شعلة القلق
ليلا نهارا تجوب الأرض خطوته
ويعشق الترب ذاك الخطو في الطرق
يجتاز ردما بدت من تحته صور
للراحلين وأصوات بلا نسق
تفر من جفنه بعض الدموع ولم
يهتز قلب على الأعداء في حنق
يا أيها السبع يا سنوار أمتنا
يا جعفر العصر لم تعتد على الفرق
ألق العصا فالعصا أشعلت جذوتها
نارا عسى نصطلي من برد ذا الغسق
يا أيها الجبل الممتد في دمنا
يا صامد العزم حتى آخر الرمق
صخر فؤادك والآلام ما قهرت
فيك الصمود … بلا إثم ولا رهق
ظمآن لا ماء يروي اليوم غلته
صاد بدا يرتوي من قطرة العرق
سطرت في عصر أهل الجبن ملحمة
تتلو على الدهر ما في سورة العلق
حلمت بالموت في ساح الوغى وكذا
قد جاء حلمك في الميدان كالفلق
أكرم بنفس أضاء النور مهجتها
تفيح مسكا فما أزكاه من عبق
أشعلت تشرين شمعا ليس منطفئا
شهرا كنبع غزير فائض دفق
عقل تدبر آيات الألى سلفوا
عقيدة الصحب ما ضاعت بمفترق
فكر أضاء له القرآن شعلته
ما كان يوما كفكر مظلم غلق
القول كالفعل والميدان شاهده
والقلب رحب وليس الرحب كالنزق
يضيء كالشمس صفحات لنا انطفأت
اسم تطرزه الأهداب في أنق
أطلقت أنفاسك الحرّى مسبحة
وباب ربك ما يوما بمنغلق
لعل صوتك تغزو الأرض صرخته
ممزقا ليل من لليوم لم يفق
حفرت لاسمك في التاريخ منزلة
ما أجمل اسمك منقوشا على الورق
ريما البرغوثي