تَاجُ الرُّؤُوْسِ

يَا مُبْغِضًا دَرْبَ الْجِهَادِ كَفَاكَا
ذُلًّا فَإِنَّ اللّٰهَ قَدْ أَخْزَاكَا

قَدْ عِشْتَ حَقًّا كَالْبَهَائِمِ رَاتِعًا
تِبْنٌ وَعُشْبٌ وَالْخَنَا مَثْوَاكَا

أَظَنَنْتَ بِالْخُذْلَانِ تَحْيَا شَامِخًا
هَيْهَاتَ هٰذَا وَالَّذِي سَوَّاكَا

قُلْ لِلَّذِيْنَ عَلَى الْجِهَادِ تَآمَرُوْا
أَنْتُمْ أَرَدْتُمْ لِلعِبَادِ هَلَاكَا

وَاللّٰهُ يَأْبَى يَا شَهِيْدُ تَنَازُلًا
جَلَّ الَّذِي فِي قُرْبِهِ أَدْنَاكَا

“سِنْ/وَارُ” يَا تَاجَ الرُّؤُوْسِ تَحِيَّةً
إِنَّا لِأَجْلِ الْقُدْسِ كَمْ نَهْوَاكَا

يَا مُبْدِعًا طُوْفَانَهَا وَمُجَدِّدًا
سِفْرَ الْقَضَيَّةِ مَا لَهَا إِلَّلَاكَا

تِشْرِيْنُ يَشْهَدُ وَالرَّصَاصُ مَآذِنٌ
صَرْحُ الْعِدَا لَمَّا هَوَى حَيَّاكَا

وَجَعَلْتَهُمْ بِدَدًا كَبَرْقٍ خَاطِفٍ
وَأَسَرْتَ جَمْعًا لَنْ يَنَالَ فِكَاكَا

وَتَرَكْتَهُمْ فِي حِيْرَةٍ لَا تَنْتَهِي
فِكْرُ النِّضَالِ يَبُزُّ عَقْلَ عِدَاكَا

مُنْذُ الطُّفُوْلَةِ أَنْتَ كُنْتَ مُجَاهِدًا
عَيْنُ الْإلٰهِ بِسِجْنِهِمْ تَرْعَاكَا

كَمْ حَاوَلُوْا بِالْإِغْتِيَالِ وَسِيْلَةً
لٰكِنَّهُمْ فَشَلُوْا وَحَالَ قَضَاكَا

وَالْيَوْمَ مَا لِلْيَوْمِ يَهْمِي دَمْعُهُ
يَوْمٌ يَزُفُّ إِلَى الْعُلَا مَرْقَاكَا

قَاتَلْتَهُمْ وَجْهًا لِوَجْهٍ مُقْبِلًا
نِلْتَ الشَّهَادَةَ جَلَّ مَنْ زَكَّاكَا

“سِنْ/وَارَنَا” لِلّٰهِ رُحْتَ مُكَرَّمًا
مِنْ بَعْدِكَ الْأَجْيَالُ خَلْفَ خُطَاكَا

كُلُّ احْتِلَالٌ سَيِّدِي لِنُهَايَةٍ
فِي كُلِّ حَالٍ رَبُّنَا مَوْلَاكَا

هٰذَا عَدُوٌّ مُجْرِمٌ مُتَغَطْرِسٌ
وَمَصِيْرُهُ لَا بُدَّ تَحْتَ حِذَاكَا

بحسن علي محمود الكوفحي