جسدٌ يسطِّرُ بالدما أحباراً
وأريكةٌ تنعى لنا “السنوارا”

ناديتُ: يا “سنوار” .. ما تلكَ العصا؟
والطائراتُ تزلزلُ الأمصارا

وعجِبْتُ كيفَ تكون صُلْباً شامخاً
في النائبات ولم تكنْ خوَّاراً

فأجابني: رفقاً فإني مُـثْخَنٌ
والجُرْحُ مني يقتلُ الأفكارا

لكنه نفد الرصاص كما ترى
أبَتِ الكرامةُ أنْ تُطيقَ فِراراً

فإذا الرصاص فنى .. فإن عزيمتي
تُنْـبيكَ من طوفانها إصراراً

وعصاي كالإعصارِ رغمَ إصابتي
وبها أنالُ العزَّ والمقدارا

فلأقذِفَنَّ بها العدو مكبِّراً
إن الجبانَ من الوغى يتوارى

هذي نهايةَ ماجدٍ ومجاهدٍ
سدَّ الثغور ولم يجد أنصاراً

نبكيكَ يا “يحيى” .. ونبكي أمةً
قد ضيَّعَتْ من جهلها مغواراً.

عبدالرحمن المطيري