أصحاب الأخدود

من شحمهم شربوا لكي لا يعطشوا
حتى انتهت من شحمها الأجساد

من دمعهم جبلوا التراب ليُدفنوا
لما خلت من صوتها الأعداد

من جلدهم خاطوا لأكفان الرؤى
تطريزة تسمو بها الآماد

ومن الثرى صنعوا الحساء ليَثبُتوا
كي لا يعاتبهم بها الأجداد

وعلى شفير الموت ترقص روحهم
رقصا يذوب لوقعه الجلاد

فالموت ليس نهاية … هو شهقة
للكون يأتي بعدها ميلاد

صرخوا وضل الدربَ صوتُ أنينهم
فإذا الصراخ يصيده الأوغاد

وتلقفوا غضب الجحيم كأنما
عُرضوا على أخدودهم أو كادوا

وكأن في النيران بعضَ برودة
تحيا على نسماتها الأكباد

قوم تعالت للسما أنفاسهم
فشهيقها وزفيرها أوراد

هم في الدجى شمس تفجر نورها
متألقا من فجرهم ميعاد

ها هم أولاء تباركت آلامهم
خيالة لكنهم عُباد

ريما البرغوثي