قَلبُ الحُرِّ يَحتَرِقُ
———————
يَا أهْلَ غَزَّةَ قَلبُ الحُرِّ يَنفَلِقُ
والنَّفسُ مِنْ قَهْرِهَا بِاللَّـٰهِ تَحتَرِقُ
الصَّمْتُ ثَارَ بَرَاكِيْنَاً بِمُهْجَتِنَا
نَارَاً تَلَظَّىٰ .. بِقَيدِ العَجزِ نَختَنِقُ
يَغلِيْ ويَرمِي عَلَىٰ مُهْجَاتِنَا حِمَمَاً
أيْنَاهُمُ العُربُ؟ فِي خُذلانِهِمْ غَرِقُوا
أيْنَ الأخُوَّةُ .. أيْنَ الدِّيْنُ يَجمَعُنَا
أيْنَ الرَّجَالُ لِأرضِ القُدسِ تَلتَحِقُ؟
قَد آنَ أنْ نَفتَدَيْ ثَأرَاً لِغَزَّتِنا
نُلَمْلِمُ الشَّمْلَ فِي المَيْدَانِ نَتَّفِقُ
فُكَّوا الحِصَارَ حِصَارَ الأهْلِ مَهْزَلَةٌ
دُوْسُوا عَلَىٰ السِّلْمِ سِلْمِ الذُّلِّ وانطَلِقُوا
قَالُوا كِذَابَاً بِأنَّ السِّلمَ يُنقِذُنَا
سِلْمُ اليَـ.هُودِ ضَلالٌ.. بِئسَمَا اختَلَقُوا
سِلْمٌ عَلَىٰ جُثَثِ الحُرْمَاتِ مُنْتَصَبَاً
فِيْهِ الهَوَانُ فَلا نَرضَاهُ لا نَثِقُ
لا سِلْمَ يُجْدِيْ ولا تَطبِيعَ يَردَعُهُمْ
مَنْ ذَا الذِيْ لِدِمَاءِ الرُّسْلِ قَد لَعِقُوا؟
أنظُر لِغَزَّةَ فَالأهْوَالُ شَاهِدَةٌ
تُنْبِئْكَ عنْهُمْ جُنُودٍ مَا لَهُمْ خُلُقُ
يَا عَصبَةَ الحَقِّ يَا أحرَارَ أمَّتِنَا
مَتَىٰ لِغَزَّةَ فِي المَيْدَانِ نَستَبِقُ؟
لِلقُدسِ هُبُّوا ولِلأقْصَىٰ وغَزَّتِنَا
نَسعَىٰ إلَيْهم بِسَيْفِ الحَقِّ نَمْتَشَقُ
مِنْ أرضِ غَزَّةَ للرَّحمَـٰنِ وِجْهَتُهُ
جَيلٌ أبِيٌّ إلَىٰ الفِردَوْسِ يَنطَلِقُ
مِنْ بَيْتِ رَبّيْ أتَىٰ والصِّدقُ قِبْلَتُهُ
والحَقِّ رَايَتُهُ ، أكْرِمْ بِمَنْ صَدَقُوا!
عَاشُوا عَلَىٰ الحَقِّ والمُختَارُ قُدوتُهُمْ
فِي الِلَّـٰهِ مَاتُوا إلَىٰ الجَنَّاتِ قَد سَبَقُوا
اللَّـٰهُ أكُبَرُ بَعدَ العُسْرِ مَيْسَرَةٌ
والنَّصرُ حَقٌّ وعِندَ الصَّبرِ يَأتَلِقُ
——————————–
شعر / عبد الحافظ السيد