لحن الزيتون
بسمةٌ للحياةِ تعزفُ لحناً
خاشعاً للسماء يقطفُ غارا
ينثرُ المسكَ في الوجودِ يغني
: شهقةُ الكَرْم سوف تقدحُ نارا
لفظوا الجُبنَ و استشاطوا يقيناً
إخوة الصبحٌ ينفضون غبارا
همْ و زيتونُهمْ سفينةُ نوحٍ
تجدلُ الغيمَ تستفيضُ نهارا
يسكبُ الليل فيْ رباهم أنيناً
و مِنَ الفجرِ كم ملوهُ جرارا
أيُّها العيدُ جِئْ لهم بربيعٍ
و حَمامٍ تُشيدُ فيهمْ ديارا
عُدْ لأطفالهم،كسفت طويلاً
عُد لألعابهم لتغسلَ عارا
عُد لوجْناتهمْ لترشفَ مَنَّا
فنبيذُ الجنان لا يتوارى
عُد لجبْهاتهمْ ففيها سماءٌ
و بروجُ السماء كيف تجارى
و صغارٌ هُمُ كزنبقِ مَرجٍ
ويُطلون في النفوس كبارا
و بريؤُونَ مثل نطفة قدسٍ
طهَّرتْ بالدم الغزير ذِمارا
إِيْهِ يا غزة الإبا كيف قولي
ينزفُ الضوء في هواكِ نُضارا ؟!
علِّمي الحُرّ في الحياة دروساً
نَطق الصخرُ والشفاهُ صحارى
وثِّقي عروةَ الكرامة فينا
حارَ في وصفك اليراعُ و حارا
يا خضمّاً يموجُ حبا لأرضٍ
يا سماءً بِنا رويتِ قفارا
و جَمعتِ الشَّتاتَ حولك لمَّا
سكبَ الجرحُ في ثراك فَخَارا
عِشتِ يا غزّة الصمودِ ففينا
قد غَزا حبُّك القلوبَ و ثارا
و استوى في الشِّغاف مِنَّا وحَلَّ
و غَدا بَعدُ للشعوبِ شِعارَا
أمة الكريم نصّار