[ مِنْ نُقطَةِ الصَّفرِ ]
———————–
مِنْ نُقطَةِ الصَّفرِ هَبَّ الحُرُّ مِقدَامَاً
يَغتَالُ جُندَ العِدَا .. يَنقَضُّ قَسَّامَا
يَسعَىٰ إلَىٰ القُدسِ فَالمَيَدَانُ قِبْلَتُهُ
يَجتَثُّ فِيْ سَعيِهِ خَوفَاً وإحجَامَا
فَاللَّـٰهُ غَايَتُهُ ، والحَقُّ عُدَّتُهُ
وشَرعُ رَبِّيٍ كَسَاهُ العِزَّ إنْعَامَا
الشَّرقُ والغَربُ -والأعرَابُ شَاهِدَةٌ-
سَاقُوا إلَيْهِ مِنَ الأهْوَالِ إجرَامَاً
فَانظْر لِغَزَّةَ والأهْوَالُ تَسكُنُهَا
صَبُّوا عَلَيْهَا حَمِيْمَاً فَارَ إضرَامَا
قَصفَاً تَفَجَّرَ مِنْ بُركَانِ حِقدِهِمُو
جُوعَاً تَرَاهُ وإرهَابَاً وأسقَامَا
لكِنْ تَرَىٰ الحُرَّ فِيْ المَيْدَانِ مُنْتَفِضَاً
رُغمَ الحِصَارِ قَوِيَّ البَأسِ هَمَّامَا
مَا حَادَ يَومَاً عِنِ الأقصَىٰ أرُومَتِنَا
كَلَّا ولَمْ يَحنِ يَومَاً لِلعِدَا الهَامَا
فَالعَجزُ حَطَّمَهُ ، والجُبنُ جَندَلَهُ
يَدُوسُ بالعِزمِ أوغَادَاً وأقَزَامَا
ويَمْتَطِيْ المَوتَ سَبَّاقَاً لِغَايَتَهِ
يَمشِي عَلَىٰ سُعُرِ الأهْوَالِ بَسَّامَا
أكْرِمْ بِمَنْ يَفتَدِي! .. يَبنِيْ لِأمَّتِنَا
بِالحَقِّ والعَزمِ أمجَادَاً وأحلامَا
يُسَطِّرُ النَّصرَ بِالإقدَامِ مُهتَدِيَاً
يَا فَوزَ مَنْ يَكتَسِيْ عِزَّاً وإسلامَا!
——————————–
شعر / عبد الحافظ السيد