قصيدة

غَـزَّةُ الْـعُـظـمَى..

لِـلـصَّـابِـرِيـنَ تَـحِـيـةُ الـرَّحـمَـانِ
تُـزْجَـى إِلَـيـكُـمْ مـِن رُبَـا عَـمَّـانِ

يَا مَنْ كَـتَـبْـتُـمْ بِـالْـكِـفَاحِ مَلَاحِمًا
وَوَشَـمْـتُـمُـوهَـا بالنَّجِيعِ الْقَانِي

وَوَقَـفْـتُمُ مِثلَ الصُّخُورِ صَلَابةً
وَفَـتَـكْـتُـمُ بِـجَـحَافِلِ. الْعُدوَانِ

يَا أَهْـلَ غَـزَّةَ قَـدْ مَـحَـوتُمْ لَـيـلَـنَـا
وَأَنَـرتُـمُــوهُ بِـبَـاهَـضِ الْأَثْـمَــانِ

شُـهَـدَاؤكُـمْ تَـلِـجُ الـسَّـمَـاءَ قُوَافِلًا
وَتَـطِـيـرُ صَـوبَ جَـنَـائِـنِ الرَّحـمَٰنِ

خَذَلَـتـكُـمُ الْأعْرَابُ فِي سَاحِ الْوَغَى
وَرَمَـتْـكُـمُ بِـفَـجِـيـعَـةِ الْـخُـذلَانِ

لَـمَّا صَرَخْتُمْ وَالْقَوَاصِفُ فَوقَكُمْ
تَـرمِـيـكُـمُ بِـالْـمَـوتِ .. يَـا إِخْـوَانِـي

إِخوَانُ يُوسُفَ مَا أَصَاخُوا سَمعَهُمْ
وَكَـأنَّـهُـمْ خُـلِـقُـوا بِـلَا آذانِ

فِي حُـقْـبَـةِ الْبَاغِـيـنَ قُـبِّـحَ صَمْتُهُمْ
صَـارَ ابْـنُ عَمِّي أَو أَخي سَـجَّانِي

وَشُـعُـوبُـهُـمْ وَجُـويُـشُهُمْ مَغْلُولَةٌ
وَكَـأَنَّـهُـمْ فِي الْـحَالِ كَالْعُبْدَانِ

بَاعُوا شَرِيعَتَهُمْ لِأجلِ عُرُوشِهِمْ
وَنَـبِـيُّـهُمْ قَدْ صَارَ (أمْرِيكَانِي)

تَـبًّـا لَـهُـمْ خَـذَلُـوا الْإِلَـهَ بِـغِيِّهِمْ
وَاسـتَـسْـلَـمُـوا لِـغِـوَايَةِ الشَّيطَانِ

تُـقْـتُـمْ إِلَـى حُـرِيَّـةٍ أَبـوَابُـهَـا
مَـوْصُودَةٌ بِـسَـوَامِـقِ الـقُضْبَانِ

ثُـورُوا عَـلَـى جَـورِ اللَّدُودِ بِـعِزَّةٍ
وَاسْـتَـقْـبِـلُوهُ كَثَورَةِ الْبُركَانِ

وَاسْـتَنهِضُوا هِمَمَ الرِّجَالِ إلَى الْفِدَا
وَارمُـوا الْـغُـزَاةَ بِـرَوعَـةِ الـطُّوفَـانِ

يَا غزَّةَ الْعُظمَى سَلِمتِ عَلَى الْمَدَى
وبَـقِـيـتِ خَـالِـدَةً عَلَى الْأَزمَانِ

نَـصَـبُـوا لِـوَأْدِكِ أَلـفَ أَلـفِ مَـكِيدَةٍ
فَـنَـجَـوتِ وَانكفَأَ الشَّقِيقُ الشَّانِي

يَـا حُـرةً سَـمَـقَـتْ عَلَى مَن حَولَهَا
مِـمَّـنْ أَقَـامَ بِـذِلَّـةٍ وَهَـوَانِ

عُـذْرًا إِذَا قَـلَـمِـي تَـوانَـى نَـظْـمُـهُ
وَانْـزَاحَ عَـن صَـدْعِ الْـيقِينِ لِـسَانِي
—————————————
#شعر_هيثم_محمد_النسور