2 نوفمبر, 2023 يا غزة المجد
يَا نَفسُ صَبرًا فَقَدْ فَاضَتْ بِيَ الْآهُ
مَهمَا عَتَا الْقَهْرُ حَسْبُ الْمَرءِ مَولَاهُ
وَ إن دَجَـى اللَّيلُ وَاسوَدَّتْ غَيَاهِبُهُ
لَا يَـجـتَـلِـي ظُلْمَةَ الـدَّيـجُـورِ إِلَّاهُ
وَالْمَجـدُ يَخْتَالُ فِي أَرضٍ مُبارَكَةٍ
أَضْحَتْ فِلَسْطِينُ أَرْضَ الْـعِـزِّ مَثْواهُ
هَذِي دِيَارُكِ لَا تَخبُو مَوَاقِـدُهَا
طُـوبَى لِـمَـنْ تُوقِدُ النِّيرَانَ كَـفَّـاهُ
وَمَـنْ يُـضَـاهِـيـكَ فِـي عِـزٍّ وَ مَكْرُمَةٍ
تَـبـارَكَ الـلـَّـهُ مَـا أَسْمَـى عَطَايَـاهُ
أَرِيجُكِ المِسكُ قد ضَاعَ النَّسيمُ بـِه
فَـاحَـتْ بِـرَوضَـتِـكِ الْـفَيْحَاءِ أشْذاهُ
بِـمَـسـجِدٍ كَانَ أُولَى الْـقِـبلَتَينِ فَقَدْ
أَشَـادَهُ الـلـَّـهُ مِن نُــورٍ وَسَـوَّاهُ
أَسْرَى إِلـيـهِ رَسُولَ اللهِ وَانتَـظَمَتْ
سَـوَابِـقُ الـرُّسـلِ صَـفًّـا فِي مُـصَلَّاهُ
يَـؤُمُّـهُـمْ فِي رِحَـابِ اللَّـهِ سَيِّدُهُمْ
وَمَـا تَـسَـنَّـمَ ذُو جَــاهٍ لِـمَـرقَـاهُ
فِـي مُحْكَـمِ الذِّكْـرِ وَالـتَّـنـزِيلِ بَارَكَهُ
بِـالـنُّـورِ وَالطُّـهْـرِ، وَالتَّشرِيفِ أعْلَاهُ
أَسْدَاهُ قُـدْسِـيَّةً أَرْبَــتْ طَـهَـارَتُــهَــا
عَـلَـى الْمَقَامَاتِ وَالْإِفْضَالِ أَرْبَـاهُ
ظِـلَالُ حُضنِكَ تُؤْوِي كُلَّ مُلتَمِسٍ
لِلأَمـنِ، بُـورِكــتَ لِـلـمَذعـورِ مَلْجَاهُ
يَـا قُـدسُ أَنـتِ مَـعِينٌ لَا نُضُوبَ لَـهُ
نِـبـرَاسُـكِ الْـعِـلمُ وَالْعُدْوَانُ أَطفَاهُ
جَـارَتْ عَلـيـكِ اللَّـيَـالِي فِي مَكائِدِهَا
وَسَـامَـكِ الْخَسْفُ مِن أَعْتَى بَلَايَاهُ
يَـا غَـزَّةَ الْـمَـجـدِ يَـا أَمَّ اللُّـيُوثِ لَقَدْ
أَوجَعتِ قَلْبِي وَمَا أَضْنَاكِ أَضنَاهُ
ثَـرَاكِ مِن مُقَلٍ ذَابَـتْ مَـحَاجِرُهَا
أَضـحَـى لِـكُـلِّ شَـهِـيـدٍ جَـادَ مَـأْوَاهُ
مِـنـهَـاجُـهُـمْ لِـصِرَاطِ الْحَقِّ أَرشَدَنَـا
وَفَـقَّـهُـونَـا جِـهَـادًا قَـدْ ضَـلَـلْـنَـاهُ
هُـمْ ثُـلَّـةٌ أَذعَـنُـوا لِـلـَّـهِ عَـن أَرَبٍ
لَا يَرتَـضُـونَ سِوَى مَـا كَـانَ يَـرضَـاهُ
إِنْ يَلتَمِسْ ذُو بَـيَـانٍ وَصفَ رِفْعَتِهِمْ
فـإِنَّـهُ لِـعُـلَاهُـمْ خَـابَ مَـسـعَــاهُ
نـاشَـدتُ قَـوْمِـي فَـمَا لَانَتْ قُلُوبُهُمُ
لَا غَـروَ هَذَا الَّـذِي كُـنَّـا زَرَعــنَــاهُ
كَـأَنَّ أَنـدَلُــسًــا عَـادَتْ طَـوَائِـفُـهَـا
وَمَا اِتَّـعَـظْـنَـا بِـمَا كُـنَـا خَـسِـرْنَاهُ
مَنْ يَرتَقِي فِي جِبَالِ الْعِزِّ ذُو أَنَفٍ
وَمَـن تَـوَانَـى فَــإِنَّ الـذُّلَّ مَــهْــوَاهُ
يَـا آلَ صُهْيونَ قَـدْ قَـامَتْ قِيَامَتُكُـمْ
وفِـي فِلِسطِينَ لَا يَـعلُو لَكُمْ جَاهُ
أَتَـاكُمُ الضَّـيـفُ مَا كَـلَّـتْ عَـزيمَتُهُ
أَوْ خَـيَّـبَ اللـَّهُ فِي الْحَـوبَـاءِ مَـرمَاهُ
يَـا أَيُّـهَـا الْـوَطَـنُ الْـمَحْبُوبُ مَعذِرَةً
إِنْ زادَ كَـربُـكَ إَنَّ الْـكَـاشِـفَ الـلـَّــهُ
—————————-
#شعر_هيثم_النسور