قصيدة

كَـادُوا لَكِ الْـغَدرَ لَا لَنْ تَرْكَعَ الْهِمَمُ
وَالْحَـمدُ للَّهِ هَا قَدْ خَابَ سَعيُهُمُ

يَا غَـزَّةَ الْـمَـجْـدِ لَا أُوهَـتـكِ فَادِحَـةٌ
فِي ظِلِّكِ الْفَخْرُ كَمْ يَزْهُو وَيَعتَصِمُ

فُـقْـتِ الـثُّـريَّـا بِـتَـنـزِيهٍ وَمَـنـزِلَـةٍ
مَنْ ذَا يُضَاهِيكِ أنْتِ الْبَيتُ وَالْحَرمُ

خَـلَائِـقٌ فِـيـكِ قَـدْ جَـلَّـتْ مَنَاقِـبُـهَا
رَصَـانَـةٌ وَسَـدَادُ الـرَّأيِ وَالْـهِـمَمُ

أَبنَاؤُكِ الصِّيدُ صِنوُ الْأُسَدِ إِنْ وَثَبُوا
وَالـثَّـابِـتُـونَ إِذَا مَـا زَلَّـتِ الْـقَـدَمُ

الْوَارِدُونَ نَـمِـيـرَ الْـعِـلْمِ مَنهَلَهُمْ
وَمَـنْ أقَـامُوا حُدُودَ اللـَّـهِ وَالْـتَزَمُـوا

سَعَى بِنَهجِكِ خَيرُ النَّاسِ وَأَقْتَبَسوا
مِـنـكِ الْفِــدَاءَ لُيُوثًـا لَيْسَ تَنْهَزِمُ

مُـتَـوَّجٌ بِـوَقَــارٍ لَا حُــدُودَ لـــهُ
مُـسَـيَّـجٌ بِـحُـدُودٍ لَيسَ تُقتَحَمُ

يَـا غَـزَّةَ الْمَـجْدِ لَا مَـلْـجَـا سِوَاكَ لَنَا
حِـمَـاكِ حِـصـنٌ مَـنِـيعٌ لَيسَ يَنْهَدِمُ

فَحَاذِروا يَا حُمَاةَ الدَّارِ وَانتَبِهُوا
لِـعُـصـبَــةٍ يَنْطَلِي فِي النَّاسِ إِفكُهُمُ

أَبـنَـاءَ قَـومِـي غَـزَتْ أَوطَـانَـنَـا زُمَرٌ
مِنْ كَيدِهِمْ يَعتَرِينَا الظُّلْـمُ وَالظُلَـمُ

جَاسُـوا تُرَابَـكِ وَاحتَالُـوا بِمَكرِهُمُ
لَـكِـنْ عُـرَاكِ وِثَـاقٌ لَيسَ يَنْفَصِـمُ

وَيَطـعَـنُـونَ بِدِينِ اللـَّـهِ عَنْ سَفَهٍ
يَا بُئس مَا اختَلَقُوا يَا سُوءَ مَا اجْتَرَمُوا

وَالْـعُـربُ تَـرثِــي لِأَهْـوَالٍ بِـهَا نَزَلَتْ
جَارتْ عَلِيْهَا صُروفُ الدَّهْـرِ وَالْأُمَمُ

لَا عَـفْـوَ عَـنْ مَـأْثَـمٍ جَاءَ الْغُزَاةُ بِـهِ
وَشِـرْعَـةُ اللَّـهِ فِيمَا بَينَنَا حَـكَـمُ

يَـا أَهْـلَ غَـزَّةَ هُـبُّـوا جَـلَّ سَـعـيُكُمُ
وَارْقَـوا لِأَطـوَادِ فَـخْـرٍ دُنَهَا أَلَمُ

تَـسـقِيكُمُ مِنْ قُـرَاحٍ طَابَ مَشرَبُهُ
وَكَـيـفَ يَـظْـمَأُ مَنْ تُعْنَى بِهِ الدِّيَمُ؟

مِـيـنَـاكِ فِـيـهِ صَوَارِي الْعِزِّ مُشْرَعةٌ
وَالْـفَخـرُ وَالْعِزُّ فِي سِيمَاكِ يَرْتَسِمُ

نَـادِيـتِ مُـعـتَـصِـمًـا وَالْحَالُ مُعْتَكِرٌ
فَـمَـا أَجَـابَـكِ يَـوْمَ الـرُّوعِ مُعْتَصِمُ

وَقَـفـتِ وَحْـدَكِ وَالْأَعْـرَابُ نَـائِـمَةٌ
وَمَـا أَغَـاثَـكِ لَا عُـرْبٌ وَلَا عَـجَـمُ
________________
#هيثم_النسور

… يَا قُدْسُ إِنَّ النَّصْرَ أَتٍ 
….
تَبَتْ يَدٌ مُدَّتْ تُصَافِحُ مَنْ غَصَبْ
يَا قُدْسُ صَبْرًا سَوْفَ يَطْوِيهِمْ غَضَبْ
….
هُمْ عُربُ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِمْ ذَرَّةٌ
مِنْ نَخْوَةِ العَرَبِيِّ لَو كَانُوا عَرَبْ
….
لَبسُوا رِدَاءً حِيْكَ مِنْ خِزْيٍ وَمَا
صَدَقُوا بِوَعدٍ إِنَّهُمْ أَهلُ الكَذِبْ
….
القُدسُ دَنَّسَ تُرْبَهَا أَقْرَانُكُمْ
نَسْلُ القُرُودِ وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ غَضَبْ
….
إِذْ كَيْفَ يَغْضَبُ مَنْ يَبِيعُ عُرُوبَةً
بِقَمِيصِ غَانِيَةٍ وَعَقْلٍ مُسْتَلَبْ
….
وَلتَعْلَمُوا أَنَّ الرِّجَالَ كَبِيرُهُمْ
وَصَغِيرُهُمْ فِي القُدْسِ أُسْدٌ تَرتَقِبْ
….
ضَرَبُوا بِكَفٍّ مِنْ حَدِيدٍ، مَا رَمَوْا
إِلَّا وَكَانَ اللَّهُ أَيَّدَ مَنْ ضَرَبْ
….
يا قُدسُ نَزْفُكِ مِنْ قُلُوبٍ مَا بِهَا
نَبْضٌ وَلَكِنْ قَاذِفَاتٍ لِلَّهَبْ
….
فِي غَزَّةَ، الأَحْرَارُ كَانُوا قِصَّةً
لِلفَخْرِ تُكْتَبُ مِنْ مِدَادٍ مِنْ ذَهَبْ
….
فَتَحُوا عَلَى الجُرْذَانِ مِن نَارِ اللَّظَى
فَتَرَاهُمُ صَرْعَى كَعُودٍ مِنْ خَشَبْ
….
يَتَشَدَّقُونَ بِأَنَّهُمْ لَمْ يُقْهَرُوا
عَجَبًا أَرَاهُمْ فِي ثِيَابٍ مِنْ كُرَبْ
….
عَاشُوا عَلَى أَوْهَامِهِمْ فِي غَفْلَةٍ
وَاسْتَيْقَظُوا بُهْتًا فَتَبًّا أَلفُ تَبْ
….
يَا قُدْسُ إِنَّ النَّصْرَ أَتٍ وَاعْلَمِي
أَنَّ النَّهَارَ عَلَى الْمَدَائِنِ قَدْ وَجَبْ
….
محمد عبد ربه طه