يـا لــلــدُّمــوعِ تــســيــلُ فــي تَــهْــطـــالِ تــرثـــي لِــمــا قـد حَـلَّ بـالأطــفـالِ
قـد شـاب شَـعـرُ الـرَّأسِ شَـــيْـبَ مُــرَوَّعٍ وكــأنَّــهُ فــــي بُــــؤرةِ الـــزَّلْــــزالِ
إنَّ الـقـلـوبَ تـفـطَّــرتْ حـــزنًــا عــلــى مـا كـان مـن قـصــفٍ ومِـن أهْــوالِ
فـالـمـوْتُ بــالـمَـجَّــانِ لـيْــس لــه مَــدى والـمَـوْتُ لـمْ يـخـضــع لأيِّ ســؤالِ!
هـذي هـي الأشْــلاءُ قـد قَـطــرتْ دمًـــا تـشـكـو إلـى الـدَّيَّـانِ ســوءَ الـحـالِ
فــيــهــا بَــلاغَــةُ نـــاطِــقٍ مُـتـمَـــكِّــــنٍ فــي كُــلِّ شِــلْــوٍ ألْـفُ ألْـفِ مَـقــالِ
ألْـقَـتْ عـلى الأسـمـاعِ هــل مِـن نـاظِــرٍ لِــبـشـاعــةِ الإجــرامِ فـي الأفــعـالِ؟
ألْـقَـتْ عـلى الأسـمـاعِ هـل مـن مُـنـكِــرٍ واســى مِـن الأعـــمـامِ والأخـــوالِ؟
يـا مَــــن رأى رأسًــــا بـلا جَـسَـدٍ ولَــمْ يُـدفَــنْ ولَــمْ يُـنـقــلْ مـع الأوْصـالِ
يا مَـن رأى وجْــهـا تَـشَـوَّهَ مِـن لَــظــى نــــارٍ مُــحَـــرَّمـــةٍ بــكُــلِّ قِـــتــالِ
يــا مَـن رأى قَـدَمًـا وقــد لُـفَّـــتْ بـــمــا لَـفَّ الـرَّضـيـعَ الـمَـيْـتَ مِـن أسمالِ
هـذا الَّــذي أهـــــداهُ فــي جَــبَـــروتِـــهِ مُــتَــسَـــلِّـــطٌ مُــتـجَـــبِّــرٌ مُـتَـعــالِ
قــد أدمَــن الــقــتْــلَ الــقــبــيـــحَ بــآلـة فــيــهــا الـفـنـاءُ وضـربـةُ الآجــالِ
والـنَّـاسُ يـا لـلـنَّــاس فــي تــوَهـانـهِــمْ وكــأنَّــهُـمْ مِـن صـخْــرةٍ ورمـــالِ
يــتــهـافـتـون عـلـى زيـــارةِ مُـجـــرمٍ ويُـــقـــدِّمـون الـــدَّعــمَ لــلأنْــذالِ
أيـن الـضَّمـيـرُ وأيـن حِـسٌّ قـد قـضى من بعدِ مـا قـد غاص في الأوْحالِ؟
أيــن الشُّــعــورُ ألا شــعــورَ لــديْـهِـمُ فـلـقــد رأوْا مــا كـــان مِــن إذْلالِ؟
هـل هـذه قِـيَـمُ الـحـضـارةِ عِـنـدهُـــم؟ هَـلْ قَـتْــلُ طِـفْـلٍ شِـيـمـة الأبـطالِ؟
كـمْ حـلَّـقــتْ أرواحُ أطــفــالٍ زَكَــتْ حــيـن الــعُــروجِ لــربِّـهـا بـسـؤالِ
لِـمَ يُـقـتَـل الأطـفـالُ دون جَــريـــرةٍ؟ لِــمَ يَـفـــتِــكُ الأوغــــادُ بـالآمــالِ؟
لِــمَ لا يُــحــاكَــمُ ظالِـمٌ مُـتـعـجـرف؟ لِـمَ لا يُـحـاسَـبُ قــاتِــلُ الأطـفــالِ؟
لِـمَ تُــقـطَفُ الأزهـارُ قـبـل رنُـوِّهـا لـلـشَّـمسِ في حُـلْـوٍ مِـن الأشــكـالِ
أسفي على صَمْت يداري جُـرمَـهُمْ يُـبـقي الـجـمـيعَ رهـيـنةَ الـمُـغـتـالِ
أسفي، وهل يُطفي الـتَّـأسُّفُ حُرقةً في زحــمــةِ الأحـــداثِ والأهـوالِ؟
محمد عصام علُّوش