إِذَا أَصْبَحْتَ فِي دُنْيَاكَ هَالِكْ
وَفَجرُكَ صَارَ مِثْلَ اللَّيْلِ حَالِكْ

وَفِي سُبُلِ الْحَيَاةِ غَدَوْتَ كُرْهًا
تُقَادُ مِنَ الْهَلَاكِ إِلَى الْمَهَالِكْ

شَبَابُكَ ضَاعَ فِي وَهمِ التَّمَنِّي
وَمَا أُلْفَيَتَ مِنْهُ سِوَى اكْتِهَالِكْ

تُصَافِحُكَ الْحَيَاةُ بِكُلِّ عَفْوٍ
وَلَا زَالَتْ تُخَطِّطُ لِاغْتِيَالِكْ

وَقَدْ ضَاقَ الْفَضَاءُ عَلَيْكَ حَتَّى
أَحَاطَكَ كَالْأَسِيرِ بِضِيقِ حَالِكْ

وَمِمَّا لَا يُطَاقُ حَمَلَتْ حَمْلًا
تَجَاوَزَ حَدَّهُ حَدَّ احْتِمَالِكْ

تَمْهَلْ يَا أَُخيَّ وَكُنْ صَبُورًا
لِأَنَّ الصَّبْرَ زَادٌ لِارْتِحَالِكْ

وحَسْبُكَ مَا تَنَالُ مِنَ الرَّزَايَا
أَلَا رَاجِعْ حِسَابَكَ عَنْ فَعَالِكْ

أَمَّا فَكِّرْتُ بِالْمَاضِينَ لِمَا
مَضَوا.. هَذَا يَدُلُّ عَلَى زَوَالِكْ

فدَعْ وَهمَ الصَّبَّابَةِ وَالتَّصَابِي
وَحَاذِر إِنَّهَا أَصْلُ الْمَهَالِكْ

وَطَلِّقْ هَذِهِ الدُّنْيَا ثَلَاثًا
وَزِدْهَا… أَنْتِ أَقْبَحُ مِنْ جَمَالِكْ

وَزِدهَا إِنَّهَا أَدْنَى وَأَدْنَى
وَأَهْوَنُ مِنْ غُبَارٍ فِي نِعَالِكْ

وَمُدَّ يَدَيْكَ لِلرَّحْمَنِ ذُلًّا
وَبَادِرْ بِاعْتِذَارِكَ وَابْتِهَالِكْ

وَصَبْرًا ثُمَّ صَبْرًا ثُمَّ صَبْرًا
“لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكْ”

#أسامة_الغبان