طلبت مني إحدى الجهات الأكاديمية قصيدة عن العلم فجادت القريحة بهذه الأبيات:

(الـعِـلْـمُ فـي الـشَّـرعِ الـحــــنـيــفِ لِــــزامُ)
الـعِـلْـمُ فـي الـشَّـرعِ الـحــــنـيــفِ لِــــزامُ أثـــنى عـــلـى أربـــابــهِ الـعَـــلَّامُ
فــلــقــد دعــانــا لـلــتــفــكُّــر والـــتَّـــدبُّــــــرِ والــتَّــأمُّـلِ في الــوجــودِ يُــدامُ
ولــقــد حـبـانـا الـعـقـلَ كـيْـمـا نـهـتــدي بـالـعِـلْـمِ إنْ ســـاد الـفـضاءَ ظـلامُ
وأقــام لــلـعــلــمـاءِ مَــنــزِلَ رِفــعـــــةٍ قـد طاب فـيـه على الـزَّمـانِ مُـقـامُ
لا يـسـتـوي الـعـلـمـاءُ والـجُـهَّـــالُ فـي مــيـــــزانــهِ مــا كَــــرَّتِ الأيَّـــامُ
هـذا هـو الـمـخـتـارُ فـي (بــدرٍ) قـضى أنَّ الأســيـرَ لــه الــوعـــودُ ذِمـــامُ (1)
وبــأنَّ فِـدْيَــتَــه مِـن الأسْــــــرِ الَّــــذي هـو فـيـهِ بـالـتَّـعــلـيــمِ مــنـه يُــرامُ
مـا أعـــظـمَ الإسـلامَ فـي تـشــريــعِــهِ كـمْ أُســعِـدَتْ فـي ظِــلِّــهِ الأقـــوامُ
قـد كـان ضدَّ الـجـهـلِ والإسـفـافِ في كــلِّ الأمــورِ فـكـان فــيـهِ صِــمـامُ
الـعِـلْـمُ كـالغـيْـثِ الَّـذي يـروي الـظَّـما يَـهْــمِـي بـه لــلـظَّـامِــئـيـن غَــمـامُ
الـعِـلْـمُ نــورٌ لـلـنُّــفــوس يُــضـيــئُـهـا وكــأنَّـــه سَــــكْـــبٌ بـــه الإلــهــامُ
الـعِــلْـمُ نُــسـغٌ لــلــعــقـول بــفــضـلـهِ تُـبـنى الـعـقـولُ وتـنـتشي الأجـسامُ
الـعِـلْـمُ صـهــوةُ طــامــحٍ مُــتـمَـــرِّسٍ خـفـقـتْ لـفـيْـضِ طموحهِ الأعـلامُ
العِـلْـمُ سـيْفٌ مُـصلَـتٌ يَـفـري الـهوى ما مِـثْـلُـه في الـمُـعـضِلاتِ حـسـامُ
بِـالـعِـلْـمِ ســاد الـمـسلـمون فـأبــدعـوا وبــضـــِـدِّهِ تــتـــــمــيَّــزُ الأرقــامُ
بـالـعِـلْـمِ تــســـمـــو أمَّــــةٌ تــــوَّاقــةٌ لـلـمـجـدِ تحــدو سَــيْـرَهـا الأقـلامُ
بـالـعِـلْـمِ تــبــنـي أمَّــة أحـــــلامَــهــا ويــحُــفُّــهـا في سَـعـيِـها الإنـعـــامُ
بـالـعِـلْـمِ يـصفـو الـكوْنُ مِـن أدرانـه إنْ لـمْ يـكـن فــيـهِ الـهـوى الـهـدَّامُ
بالعِـلْـمِ يُـشفى الجـرحُ مِـن أوجـاعهِ وتــؤوبُ نحــو جُـحــورهـا الآلامُ
بالـعِـلْـمِ تُـزهِرُ كلُّ أرضٍ أمـحـلَـتْ وتـزورُهـا في روْضِــهـا الأنـسـامُ
ويـغــرِّدُ الـــقُـــمْــريُّ فـي أفـنـانـه وكــأنَّــمــا تـغـــريـــدُهُ الأنــغــامُ
بالْـعِـلْمِ تُـقـتَنَصُ الـمعارفُ والنُّهى فـيَـزيـنُـهـا فـي قـنـصِهـا الإحـكـامُ
بالـعـلـمِ يُـبـدعُ كـلُّ فَـذٍّ في الـورى وتـروضُ وهْـم مُـحالِهـا الأفـهـامُ
بـالـعِـلْــمِ تَـربـو أُمَّــةٌ وبــنــــورهِ تـــــتـــألــقُ الآيـــاتُ والأحـــكــامُ
فـلـنجعـلِ الـعـلـمَ الـمُـفـيـدَ مَنارَنا حــتَّى يـلُــفَّ الـعـالَـــمـيـن وئـــامُ
ولْـنطلُـبِ الـعِلْـمَ الـمنيرَ عـقـولَـنا فـالــعِـلْـمُ زيْــنٌ لـلــفــتى ووِســامُ
ولْـتـنـطلِـقْ أفـواجُـنـا نحـو الـعلا مــا فــــاز إلا فـــارسٌ مِــقْــــدامُ
(1) إشارة إلى غزوة بدر التي جعل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم فداء الأسير تعليم عشرة
من صبيان المسلمين.
محمد عصام علُّوش