حـَياةٌ لمْ تَعُـدْ أبـداً تُطـاقُ
علىٰ أعناقِنا اشْـتدَّ الخِـناقُ

علينا الليلُ أرخـىٰ كلَّ سِـتْرٍ
وفي شَغَفٍ يطيبُ لهُ العناقُ

بليلٍ موحشِ القسماتِ داجٍ
تفشّـىٰ الزّيفُ فيه والنّفــاقُ

فمنْ كَـرْبٍ نسيرُ إلى كُـروبٍ
أمـا للصبــحِ يـاربّ انْفــلاقُ

* * *
بسيفِ الجوعِ نُذْبَحُ كلّ يومٍ
وذا دَمُنــا بـلا ذنْـبٍ يُــراقُ

جيوبُ القومِ أرهقـَــها نـزيفٌ
لِسِتْرِ الحالِ يحـدوها اشتياقُ

وذي الأسعارُ تسْبحُ في فضاءٍ
بمــوت الوازعِ اشْتدَّ السّـباقُ

* * *

لئـنْ تَركـضْ يَمـيناٍ أو شـمالاً
وتتعبُ منك بعدَ الرّكضِ ساقُ

فلـنْ تجـني بُعـيدَ الـرّكـضِ إلاّ
كمـا يجْنيهِ في سَـــبَقٍ مُعــاقُ

فكيفَ وكيفَ هلْ نقْتاتُ شـوكاً
وليتَ الشـّـوكُ يُؤكـلُ يارفــاقُ

فكلُّ الهـمِّ أنْ تُكفـــىٰ صِغـــارٌ
وليسَ يهــمُّ في الأكلِ المذاقُ

* * *

ولاةُ الأمـرِ غطّـوا في مَنـامٍ
ورغمَ صراخنا هُـمْ مااستفاقوا

تراهـمْ في تنعّمهــمْ مُلوكاً
وجُـلّ القــوم بالإملاقِ ضاقوا
محمد زكي سلام