صبرا وشاتيلا

ما جئتُ أنكأُ جرحَ الأرض مُذْ جَرحوا
أو أن أحاسبَ من خانوا ومن قُبحوا

بل جئتُ أنكأُ للأزمانِ تذكرةً
عمَّن تغابوا وتحت الذلِّ قد رَزَحوا

صبرا وشاتيلةٌ بالدَّمِ قد غرقا
والعُرْبُ عافوا دثارَ العز إذ شلحوا

هي الجراحُ لغير الحقِّ ما نزفتْ
لا الجرحَ داوَوْا ولا الدمعاتِ قد مسحوا

صبرا ستبقى بعين الكون خالدةً
لكي تُذكِّرَ من بالعار قد كُبحوا

لنا بشاتيلةَ الأمجاد مفخرةٌ
من قد بدت بدمِ الأبطال تتشحُ

ملوكُ ديرتنا هاموا بغانيةٍ
باعوا الكرامة تبًا ما له جَمحوا

أيُّ الرجال هُمُ والموتُ سوَّرنا
بالعهر ساروا وبالإذلال كم صدحوا

كلابُ شارون في شاتيلتي عبثتْ
كذا بصبرا ألوفَ الناس قد ذَبَحوا

أين الضمائرُ والأطفال قد نُحِرتْ؟
كما النساء وقلبَ الكون قد جَرحوا؟

أجسادُ أطفالنا بالأرض قد نُثرت
باتت كجسرٍ لمن بالجرم قد سمحوا

فاحت دماهمْ على الأرجاء عابقة
مسكاً وطيباً هنيئًا ما به نَفحوا

لم يبقَ منهمْ سوى ذكرى تشرفنا
نبكي على وطنٍ أسياده انبطحوا

عارٌ عليكم أيا أبناء مارقةٍ
الموتُ فينا إباً يا ذلَّ من فرحوا

على عروش دمانا قصرهم رفعوا
وشيدوا الخزيَ كم للخزي قد جَنحوا

ويح الأعارب من صرٍْخات أرملة
أمست بلا سندٍ كم قلبها قرحوا

باعوا الضميرَ وأضحى عقلهم عفناً
والخزيُ فاح وما اهتموا بأن فُضحوا

في كل ركنٍ جنودُ الموتِ شاخصةً
طوبى لمن جَبَهوا الاعداءَ إذ كَفَحوا

ترى الأعاديَ مسعورين قد هرعوا
هيهات هيهات ممن خيفةً نبحوا

صبرا الفداء وشاتيلا محجَّتُنا
هما المديحُ فنعم المدح مامدحوا

ياسمين العابد