مليونُ معجزةٍ يجري بها مددي
أنباؤها اشتعلت في جذوةِ الأمدِ

ما من كميٍّ محا أوثانَ رقَّتِنا
بتنا عبيدًا بلا فكرٍ ومعتقدِ

حتَّام نصمتُ والخيباتُ تصفدنا
مسكونةٌ روحيَ الولهاء بالكمدِ

ما كنتُ أيوبَ والآياتُ تغسلني
ليكتسي الشيبُ بعد العجزِ بالجلدِ

أو كنتُ يوسفَ والأقمارُ تسجدُ لي
والذئبُ يبرأُ من ذبحي ومن وَأَدي

والوحيُ ينزلُ بالإعجازِ في غسقٍ
يُفشي الضياءَ ويمحو الضيمَ للأبدِ

من يأتِ فرعونَ كي تُردى ضغائنهُ
أيَّان موسى لكي يقوى به عَضُدي

ما كنتُ هارونَ كي أحظى برفقتهِ
أنا الغريقُ وبيْ الآهاتُ لم تَفِدِ

ما راعني الموتُ أو قد هزَّني جللٌ
هبُّي بعيدًا رياح العجزِ وارتعدي

نحنُ الأباةُ لنا الاسلام مفخرةٌ
رغم الأنينِ بنا وجهُ الزمانِ نَدي

إنّا رقمنا بوجهِ الشمسِ عزَتنا
رغم المواجعِ شِدنا المجدَ كالأُسُدِ

يا نافثَ الحقدِ في أذهانِ أمتنا
إنّ البطولة في روحي وفي خَلَدي

خابت مكائدُ أهلِ البغيِ وانتصرتْ
روحُ الإباءِ ولم تنثلَّ بالعُقَدِ

أيقظْ ضميركَ أوقدْ فجرَ من سلكوا
دربَ الجهاد. وعُدْ للحقِّ يا ولدي

قانونُ غابٍ رمى بالجُبِّ يوسُفَنا
والله أدركه بالجاهِ والمددِ

والبحرُ أطبقَ مصراعيهِ مبتلعًا
جيشَ الفراعنةِ المجبولِ بالعتدِ

يا أرضُ مدِّي قبورَ الثأر وانتقمي
كوني جحيمًا على من خانَ واتّقدي

وهيِّئي الموتَ حضنًا لن يذودَ بهِ
غيرُ الطغاةِ ومن للعدل لم يَرِدِ

نمضي عطاشى على أمواجِ غربتِنا
والدهر يردفُ بالويلات في جسدي

ما من ملاذٍ سوى ذكرى بنا اشتعلتْ
لها يحنُّ صهيلُ القلبِ.فاحتشدي

يا راية النصر رفِّي فوقَ ضفَّتنا
سيزهرُ المجدُ والفردوسُ في بلدي

ياسمين العابد.