لقد أضحى الجميع يقول شعرا
وشكلُ الشين فتح ليس كسرا

يظن الشِّعرَ ألفاظًا تُغنى
ولا يحتــاج قافية وبحــرا

ويحسبُ أن قرض الشعر سهلٌ
ولا يحــتاج مـــوهبة وفكرا

ولا يحـــتاج ذاك الشـــعر إلا
كــراريسا وأقــــلاما وحِبرا

ولا يحـــتاج أوزانًا وقيـــدًا
ولا بيـتا ولا عــجزا وصــدرا

بكــل دقـــيقة يـــأتي بنص
كمن يأتي بُعَيدَ الصمت كفرَا

يكلف نفسهُ في النظم جدا
ويعصر مخه المغلوقَ عصرا

ولو قــام ابنُ أحمدَ من مواتٍ
لمــات إذا رأى التجديد قهرَا

فيا من قد أردت النظم حقا
وقد أُعطيتَ مــوهبة وصبرا

عليك تعلم الأوزان فــورًا
فلستَ إذا أردت النظم حُرا

وعلم النحو والإملاء فرضٌ
وإن كــــان الذي تبغيه نثرا

وطالع كل أشعار القدامى
وكررها بدال الخمسِ عشرا

فطالع للحطيئةِ أو زهيرٍ
ولا تنس ابنَ شدادٍ وعَمرا

ولا تنس الفرزدق أو جريراً
وذاك الشاعر المقتول غدرا

وقيسا والمهلهل ثم لازم
أبا نواس ساقي الصحب خمرا

وحين يجيُ وحي الشعر همسا
فدع ذاك الكلام يفيض نهرا

بدون تكلُّف أو عصرِ مُــخ
فإن لــذا البيانِ -يقالُ- سحرا

#ناصر_دوادي