كيف نشدو؟ وفي القلوب صياحُ
ونــفــوسٌ غــنــاؤهــنَّ نــواحُ
..
وعـويـلٌ لا يـنـتـهي و أنـيـنٌ
وبـلادٌ قـد مــزّقــتـهـا الـجـراحُ
..
فالأنـاشيـد ضيّـعـتـها خـطوبٌ
والـمـواويـل بـعـثـرتـهـا الـريـاحُ
..
كان بالأمس في رُبـانا ربـيـعٌ
و ورودٌ و نـــرجـــسٌ فــوّاحُ
..
داهـمـتـهـا أعاجـمٌ و مـغـولٌ
فـاستـبـدّ الردى وضجَّ السلاحُ
..
أمـةٌ تـلـبـسُ الـدمـاء رداءً
فـمـتى من نـزيـفـهـا تـرتـاحُ؟
..
ذهب الأمس فادلـهـمَّ ظلامٌ
كـلّ يـومٍ يـلـهـو بـهـا سـفّـاحُ
..
ذاك شعبٌ تـقاذفـتـهُ المـنـافي
وديــارٌ لـلـعـابـثــيـن مَــراحُ
..
تلك بغداد تستـغيث وتـبكي
ليس فيها سوى الردى صدّاحُ
..
ودمشق الـعلا علتها جراحٌ
وطـواها من الـمـنـايـا وشاحُ
..
وليالي صنـعاء قصفٌ وعصفٌ
وظـلامٌ ضـجّـت بـه الأشبـاحُ
..
وفـلسطيـن حـرّةٌ غاصبـوهـا
جثموا فوق صدرها واستراحوا
..
وطني أيها الجريح المـعـنّى
فيك أمسٌ و حاضرٌ مسـتـبـاحُ
..
كيف تسمو على ظلام الليالي
ومتى يـعـتلي دجـاك الصباحُ؟
..
وسوى الروم في ديارك رومٌ
و على كـلّ مـهـجـةٍ ذبّــاحُ
..
لم يعد في رحاب صبرك صبرٌ
ليس يُـجـدي تـوجّـعٌ و صيـاحُ
..
حـيـنما تـشعل الظلام لهيـبـاً
يـطلعُ الفجرُ والدياجى تُـزاحُ
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام