كثرت الجرائم والاعتداءات والتحرشات الجنسيَّة في أيامنا هذه كثرة
مفرطة، وصارت أخبار الانتحار والشُّذود وتعاطي المخدِّرات أخبارًا
يوميَّة متداولة لا تجد من ينكرها أو مَن يأبه لها، ناهيك عن السرقات
وقطع الطرقات والاختطافات وانتشار المفسدات مما لم يكن يتصوَّره عقل
إنسان سويّ…
من هواجس هذا الواقع الأليم كانت هذه الأبيات وهي بعنوان: (يتساءلون
عن الجرائم)

يـتــســاءلـون عـن الجـــرائـمِ تـكْـــثُــرُ لِـمَ تُـزهَـقُ الأرواحُ فـيهـا نخـسَرُ؟

لِـمَ عــمَّ هــذا الـقــتْــل بـيـن شـبــابــنـا وكـأنَّـه حُــمَـمٌ عــلــيْـنـا تُـمـطِـرُ؟

كـمْ ذا سـمِـعْــنـا عـن جــنــايـةِ جـاهـلٍ مـا كـان فــيــمـا قــد جــنـاه يُـقـدِّرُ

كـمْ ذا سَــمِـعــنـا عـن وفــاةِ صــبــيَّــةٍ كانت إلى حِصصِ الدِّراسةِ تعـبُـرُ

كـمْ روَّعَـتْ قِصصُ الوحوشِ قـلـوبَـنـا والعـنـفُ صـار حـكـايـةً تـتـصـدَّرُ

والـذَّبــحُ بـالــسِّــكــيــنِ ظــلَّ روايـــةً فـي كـلِّ يـوْمٍ في الـجـرائـدِ تُـنـشَرُ

والاِنـتـحـارُ غــدا صنـيـعــةَ عــابـــثٍ سَـئِـمَ الحـيــاةَ وطـبـعُــه مُـتـكــدِّرُ

أمَّـا الـلُّـصوصُ فـقـد يكـون كـبـيـرُهمْ عـن سِـنِّ أعـمار الـطُّـفـولةِ يَـصغُرُ

وإذا ولـجْـتَ إلى الـتَّـعـاطي مُـخْــبـرًا فـلَـكَـمْ فـشـا بـيْـن الـشَّـبـابِ مُـخـدِّرُ

ولـكَـمْ تحـرَّشَ بـالــبــنــاتِ مُعـاكِـسٌ عـشِـقَ الـسَّـفـاهـةَ راح فـيهـا يَـفجُـرُ

ولـكَـمْ أســاء مُــراهِـــقٌ مُــتـسَـكِّــعٌ فــغـدا بـأصـنـافِ الـغِـوايـة يـفـخـرُ

ولـكَـمْ تـسـيَّــدَ في الـشّـؤونِ مـنـافـقٌ وسـطا على فـتـوى الـفـقـيـهِ مُـزوِّرُ

ولـكَـمْ أشاع الـفـسـقَ فــيــنــا فـاسـقٌ لـمْ يَـلْـقَ مَـن يـأبى ولا مَـن يُـنـكِــرُ

قد صار فينا العُريُ صرْعةَ عصرِنا والـكـلُّ في الـتَّـسـويـغِ راح يُـنـظِّــرُ

ماذا جـرى لـلـنَّـاسِ بـل لـبـيـوتِـــنـا صِـرنـا عـلـى أخــلاقِــنــا نـتـحـسَّرُ؟

كـلٌّ تـبــدَّل لــيــس يــــدري دربَــه والـدَّربُ يـوغِل في الـظَّلامِ ويَـعسُرُ

غُـمَّـتْ علـيـنـا في الـمسارِ أمـورُنا وحــدا قــوافــــلَــنــا شــــقيٌّ أزعــرُ

والحــقُّ بــات مــنــفِّــرا ومُـقــززا وكـأنَّـه في الـنَّـاسِ شــيْءٌ مُــنــكَــرُ

مـا كـان ذا إلَّا بــمــا كــسَــبـتْ يَـدٌ أوْ حيك في الصَّدرِ المُوسْوَسِ يوغرُ

كـنَّا كـما الـرَّوْضِ الشَّذيِّ بـزهـرهِ كــلٌّ بـعِــطــرِ نـســيــمِـهِ يـتـعـطَّــرُ

كـنَّـا كـمـا الـمـرآةِ فـي أفـعـالِــنــا لا غــشَّ لا إرهـابَ لا مَــن يَــغــدرُ

كـنَّـا كـشمسٍ في الـصَّباحِ مُـشـعَّةٍ والـكــوْنُ مـنـهـا في الــدُّنـا يـتــنـوَّرُ

لـكــنَّـنـا لـمَّـا الــكــبـارُ تـغـيَّــروا سِـــرنــا عــلـى آثـــارِهِــمْ نـتـعـثَّـرُ

والـمـرءُ إنْ تخِـذَ الـغَـويَّ مـثـالَـه فـلَسوْف يَـنـدمُ في الخـتـامِ ويخـسَـرُ

يـا قـوْم لـيس لـنـا سوى إسلامِـنا فــيــه الـحـلولُ كـمِـثْـلِ فجـرٍ يُـسفِـرُ

عودوا إلى الـدِّينِ الـقويمِ ونهـجهِ وتـمسَّكـوا بـزمـامـهِ كيْ تُـبـصِـروا

عودوا إلى طبعِ الصَّفاءِ وفـوْحهِ فــإذا رجَــعــتُـم فـالحـيـاةُ سـتُـزهِـرُ

محمد عصام علوش