حبي لأرضِكَ يا عراقُ قديمُ
وأنا بدونك يا عظيمُ يتيمُ

أهواكَ لا أدري علام وإنما
للقلبِ أمرٌ سِرُّه مكتومُ

شتان بين مُتَيَّمٍ في غربةٍ
ومتيمٍ عند الحبيبِ يقيمُ

خيرُ الهوى ما كان فينا فِطرةً
هذا الذي طولَ الزمان يدوم

أنتَ الذي مسح الدموع بكفِه
عن خَدِّ جيلٍ صدرُه مكلومُ

واللهِ ما عَظُمَتْ لدينا أمةٌ
إلا لأنكَ يا عراقُ عظيمُ

بيني وبينك الف سد مانع
لَمّا اعتلاكَ الحاقدُ المسمومُ

ولقد رأيتُ القدسَ تبكي بعدما
سقط الكريمُ وناب عنه لئيمُ

حطينُ والسَّبْيُ الكبيرُ وبابلٌ
قاماتُ منها جيلُنا محرومُ

قم يا عراقُ فقد تراختْ أمةٌ
والقدسُ تبكي والفراتُ سقيمُ

قم يا عراقُ ففي الحنايا غصةٌ
والعيشُ مِنْ بعد الكبارِ جحيمُ

إنْ طال ليلُكَ والمواجعُ أسْرَفَتْ
فلأنَّ جرحَكَ غائرٌ وأليمُ

ولقد سمعتُكَ يا فراتُ تقولُها:-
الكونُ يَفنى والعراقُ يدومُ

صبحي ياسين