“يا ثاوِياً خلفَ الجدارِ”

يا ثاوِياً خلفَ الجِدارِ أَبيّ
وَمُرَصَّعاً بالآيِ والذَّهَبِ

لَكَ هيبَةٌ تَسبي العقولَ بها
وَجلالُ شيخٍ واعِظٍ وَنَبي

وحِجارةً تروي لَنا قِصَصَاً
عن طامِعينَ أتوا كما السُحُبِ

وَمَضوا كَما جاؤوا بلا ظَفَرٍ
يا وارِثَ الأحقابِ والنُوَبِ

ما لي أراكَ اليومَ في صَفَدٍ
وَمُطوَّقَ الأركانِ والقُبَبِ

قد جئتُ يا مسرى الرسولِ وبي
جرحٌ عَظيمَ النزفِ والعَتَبِ

جرحي كبحرٍ لا ضفافَ لَهُ
ومدامعي تطفو على هُدُبي

طابَتْ لَنا الدُّنيا بِما فَجَعَتْ
وَبسعدِها للأسْدِ لم تَطِبِ

وَغَفتْ عيونُ القومِ في دَعَةٍ
عن نَوحِ ثاكِلَةٍ وَمُنتَحِبِ

سَئِمَ الحصانُ لِطولِ وقفَتِهِ
مُتَسائلاً عن صولَةِ العَرَبِ

“عمر محمود”