فَصْلُ المَجازِ لِمَنْ تَأَبَّطَ شِعْرَا
ما الشِّعرُ إلا أنْ تَجوعَ وتَعْرى

مَنْ ذا يُقايضُ خبزه بدفاتري
فَتَّشْتُ عنك الأرضَ شِبراً شبرا

خُذ من رغيفِ الشعر أجمله وهَبْ
لي من رغيفك للخواطرِ جَبْرا

من تبر أرضك أعطني مُدًّا وخذْ
من عُمْقِ روحي للأحبة تِبرا

الشعر أمْصال الهموم وطِبُّها
إن لامَسَتْ أسْقامَ روحكَ تَبْرا

الماءُ حُلمُ الظامئين سحابةٌ
كم أسعدت بِيداً وأحّيَتْ قَفْرا

والناي حنْجَرَةُ الحزين لسانُهُ
إن قيل كُفْ عن التذمرِ صبرا

والشعر مرآة الضميرِ و سيْفُهُ
ولسان أفئدةٍ تذوقُ القهرا

ً”أفردت إفراد البعير” جهالةً
وكأنني قد جئت شيئا نُكرا

لو كنتَ ذا قَدَمٍ تُراوِغُ خصْمَها
لغدوتَ ذا مالٍ وكنتَ الفخرا

أو كُنتَ ممن يعبدون ذَوَاتِهم
وبِوِدِّهم لو يمنعون القَطْرا

أو كنتَ ممن يَصْغرون لصاغرٍ
لأَتَتْكَ أفواجُ البشائرِ تَتْرَى

جعلوكَ في الفصلِ الأخيرِ مُهرجا
ستَموتُ فيكَ وُينْزِلون التِتْرا

يا أيها الشعراءُ لا بُشرى لكم
عندي فهل لي عندكم من بشرى؟!

عبدالمجيد محمود