في ذروة البهجة .. تخبو مشاعر الأسى و الحزن .. و تتمايل حولنا الحياة .. فرحة بتوأم روح قد أنجبه القدر على عنوان الصدفة .. ليسكننا .. و يستوطن قلوبنا المشوّهة المعالم .. لتغدو إحدى جنان السعادة .
و في غمرة الفرح , و حينما تسرقنا لحظات الحنين .. نعثر على أرواحنا مستندة على كتف الأيام .. تتجرع مرارة ما .. و تتوق للحظة بكاء .. احتجاجا على عثرات مقتبل العمر و صدمات طفولة المشاعر .
ثم نستفيق على أجمل حلم من عالم المستحيل .. حيث قادتنا الحياة إلى أقدارنا .. التي كانت على قارعة الطريق تنتظر قدومنا .. فمرات يكون لقاء أحدنا مع السعادة , و تارات يكون نصيب الآخر مع الألم ..
و هكذا تمضي الحياة .. و بين الأمل و الذكريات .. نجدد عزمنا بالبحث عن بقايا الصدق .. و عن الصفاء في عيون الضباب .. و عن كلمات العذوبة في سراديب الذكريات .
و وسط ظلمة المكان .. نفتح عيوننا على حالة غرق فوضى الشتات بين أقاصيص الليالي المتوجعة .. و نسند رأسنا على حائط مدينة الأحلام البعيدة عن كل عيون البشر .. إلا ممن يتربعون على عرش الذاكرة .. ربما لحظتها , سنوقن كم أننا غرقى بين أمواج مشاعر الفقد .
بقلم :فاطمة حداد