وطنٌ وساسة
_________________

يا حادي الركب مهلاً بضع لحظاتِ
كيما أبلّغ بعضاً من رسالاتي

علّي أُريح ضميراً قد يعذبني
إنْ لم أَبحْ بصريح القول آهاتي

كيف السبيلُ إلى إصلاحِ مجتمعٍ
ما قد نعمّدُه تقويضُهُ آتي

لا تنظرون إلى ضعفي ومسغبتي
بل تطربون لأشجاني وأنّاتي

تَبَصّرَتْ عينُكمْ حالي فترمقني
بنظرةٍ لا تبالي مِنْ معاناتي

إعلامكمْ سُبّةٌ ما عاد في خجلٍ
لا يحتفي اليوم إلا بالتفاهاتِ

تقرّبون إليكمْ منْ ينافقكمْ
وتجعلون (ذوي التسحيجِ) قاماتِ

(إعملْ بقولي ولا تَنظرْ إلى عملي)
ذا حالُ ساستِنا في حلّ أزماتي

والفاسدون تخلّوا عن سريرتهمْ
ما عاد يقلقهمْ إسماعُ صرخاتي

(أنّى نظرتَ إلى قومي فجلهمُ
يعاركُ اليأس مكسور الجناحاتِ)

يُجدِّد الحُزْنَ في أذهانهمْ كَمَداً
تحميلُ كاهلهمْ كلّ الملمّاتِ

ما عاد يقنعهم تصريحُ ساستنا
منْ ذا يصدّق مسلوبَ الإراداتِ

يا ويحَ ساستِنا إنجازُهمْ عدمٌ
أقوالُهمْ كذبٌ والفعلُ مأساتي

لا يستميلون إلا من يمالئهمْ
لا يقبلون بنصحي وانتقاداتي

(ترجو النجاة ولم تسلكْ مسالكها)
إنّ النجاة بعُرف القوم إسكاتي

ها قد غرستمُ أظفاراً بأفئدتي
ها قد عبثتمْ بأوطاني العزيزاتِ

(أضممْ يديك بحبل الله معتصماً)
نعم الهويةُ إن عزّتْ ملاذاتي

لا نهضةً تُبتغى منْ دونها أبداً
إنّ الهويةَ عنوانُ المساراتِ

في العدل يا عُمَرو قد كنت قدوتَنا
ما بال ساستنا ليسوا بقدواتِ

(والبيت لا يُبتنى إلا له عمدٌ)
بنيانُ ساستنا هشُّ الأساساتِ

قد عشتُ في وطنٍ ألقى رويبضةً
تصبو لتحشرني في ظلِّ آهاتي

تختالُ في عوجٍ، تحتالُ ماكرةً
للغير مُعطيةً كلّ الولاءاتِ

أروي من العبث الممقوتِ تجربةً
قد فجّرتْ كبدي أدمتْ مراراتي

يا حاديَ الركب عذراً لستُ مرتحلاً
ذرني وشأنيَ لم أكملْ حكاياتي

مهما تفاقم سوءُ الحال في وطني
ما زلتُ منتظراً أزجي رسالاتي

حتى أموت كما الأشجار واقفةً
علّ الكريم يواري بعض زلاتي

إنْ رمتمُ عسرةً فاللهُ يحفظني
“من بعد ما قنطوا” تأتي مسراتي

شعر: نجم رضوان