أواقدساهُ أعياني الدواءُ
وهذا القلبُ أعياهُ البلاءُ

نيامٌ عُربنا كجذوعِ نخلٍ
تجاور بعضها لكن خواءُ

وتصرخ قدسنا ملءَ الحنايا
فلا سمْعٌ يوافيهِ النداءُ

أنُسْكِتُ حرفنا المشحوذَ سيفاً
ويُرهبِنا من الباغي عُواءُ

إذا ظنوا كلابهُمُ ستقوى
على إسكاتنا هذا غباءُ

لأهلُ الحقِّ نحنُ لسنا نخشى
ذوي بأسٍ ويملؤُنا الوفاءُ

نحاربُ بالحروف كما نصالٍ
كحدِّ السيفِ لا ليستْ رُغاءُ

ليوثٌ في الوغى في ساحِ حربٍ
وأبطالٌ يسيّرُها الضّياءُ

كتابُ الله سنتُهُ نبينا
رسالتنا لذي الدنيا السناءُ

بُلينا منذ أعوامٍ توالتْ
حكومات يكبلها الولاءُ

تصفقُ للصفيقِ بكل وادٍ
ويسكنها لذا الحرّ العِداءُ

تمالئُ للخسيس ولا تبالي
فهم في الأرضِ طاعونٌ وباءُ

فلا ترجُنَّ منهم فعلَ خيرٍ
فلا يرجى من الرجسِ الدّواءُ

فغيرُ الله لا نرجو نصيراً
لغيرِ الله ما جازَ الرجاءُ

فنحن لجندُ أقصانا أباةٌ
يهزُّ قلوبنا منه نداءُ

ندا الأقصى ومقدسنا نلبي
فيا بشرى لمن لبوا وجاؤوا

أما قال الحبيبُ لخيرُ جُندٍ
يرانا في الورى إنّا الإباءُ

ستعلو راية الاسلام يوماً
على الأقصى ويرتفعُ اللواءُ

بإذن الله ذا قدرٌ ووعدٌ
من الرحمن لو قومي تناؤوا

ألا تباً وخسراناً وقصماً
فهم أثموا وبالخسرانِ باؤوا

عائدة قباني