"مدرسة المشاغبين" وما أدراك ما "مدرسة المشاغبين"
طلب منِّي أحد الزُّملاء المُعلِّمين أن أبدي رأيي بمنشور على صفحة مجموعة "مشغل اللغة الإنجليزية" على الفيسبوك، وهذا المنشور يتعلَّق بمسرحية "مدرسة المشاغبين" سيئة الذِّكر.
لا أخفي أنَّ نفسي تضيق كلَّما ذُكِرتْ تلك المسرحية أمامي أو سَمِعتُ اسمها أو الحديث عنها. فهي مسرحية جَعَلت التَّعليم في العالم العربي يؤرَّخ له ب"ما قبل مدرسة المشاغبين" و "ما بعد مدرسة المشاغبين".
ففيما قبل "مدرسة المشاغبين" كانت هناك قِيمة للتعليم بكل مقوِّماته: مدرسة ومعلِّمين وإدارة وأولياء أمورٍ وطلابا وعلاقاتٍ فيما بين هذه المقوِّمات جميعها" على الرُّغم من سلبيَّات لا يمكن التَّغاضي عنها.
فجاءت تِلكَ المسرحيَّة المشؤومة لتَسخَرَ مِن كُلِّ ذلك، ولتجعل من المدرسة والمعلِّمين والإدارة والطلاب وأولياء الأمور والعلاقاتٍ فيما بينهم مهزلة تُثير الضَّحِك الأبله حتى الانقلاب على الظَّهر.
لاحظت وعانيتُ مِن عواقِب تِلكَ المسرحيَّة المشؤومة طالبا في المرحلة الثانوية – السبعينيات من القرن الماضي- ومعلِّما، إذ صارت السُّخرية مِن كُلِ شيء ذا قِيمة أمرا عاديا؛ ولم تعُد هناك قيمة لذلك المفهوم "المدرسة" الذي كانت له قدسيته من قبل. وما هذا الانحدار السَّحيق في التعليم وحتى في العلاقات الاجتماعية إلا واحدا من تبعات ذلك الشؤم المُخطَّط له.
ولا أخفي دور ذلك المِسخ المُسَمِّى ب "الفنَّان عادل إمام" وأسلوبه التهكُّمي السِّاخر، وحتَّى خِلقته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها لتكون آية في البشاعة كما يخلق سبحانه وتعالى أناسا آخرين ليكونوا آية في الجمال والوسامة، فاستغلَّها ذلك المِسخ لينتزع يها الضَّحِك مِن مشاهديه انتزاعا.
فمتى سنتخلّص من هذه الآثار التَّدميريَّة لهذه المسرحية الشؤم ولكُلِ ما خُطِّط له لتدمير مجموعة القِّيم!؟

أديب السعدي