لنا الأيّـامُ تضحــكُ أم عليــنا
وما جاد الزمانُ بما اشتهينا؟!

وهل أبقت لنا في الخلق ذِكراً
وقد درســت رحاها ما بنينا؟!

ولو ســـرَّت خـواطــرَنا بيومٍ
فكــم أبكــت لنا الأيّــامُ عينا

تفـــرُّ على عُجالٍ حينَ تمضي
وإنْ هيَ أقبلت تمشي الهوينا

كم ابتســمت لأقـوامٍ ســوانا
ومنها _ويح قلبي_ كم بكـينا

أشاحـت وجـهها عنّا و غابت
وكــانت قبلَ حينٍ في يدينا

أبعــد الـودِّ تُنكــرُنا و تجــفو
كــأنّا قبل هذا ما التقـيــــنا؟!

وهذي سُـــنّةُ الأيّـام تجـــري
هيَ الأقـــدارُ شــئنا أم أبيـنا

وما لمتُ الزمانَ وليس طبعي
ولا أبكــي على الأطلالِ بينا

وقد كـــنّا هُـــداةً فيه حــيناً
وكـــنّا أنجماً حـينَ اهتديــنا

ومــــا أزرت بنا الأيّـــــامُ إلّا
لأنّا بالهــــوانِ قد ارتضـيــنا

ومــا صابت بسهـمٍ ليس منّا
وما أغـوت ســـوى أنّا غوينا

ونُسقى الذلَّ يومـاً بعــد يومٍ
فلا عفنا الكؤوسَ ولا انتهينا

ومَن يرضَ الهوانَ يعشْ مهاناً
ولو لبسَ الحرائرَ واللُجــــينا

نعيــشُ على المآثرِ والحكايا
ونكـــذبُ حينَ ننســبُها إلينا

نباهـــي بالتراث وما تركــــنا
تراثاً في الحــياةِ وما حَــيينا

و ما استحيا الزمانُ ولا يُحابي
و إن يفعلْ فهل نحنُ استحينا؟!
___________
باسل محمود أبو الشيخ