(كيف ابحرُ)

على أيّ وزنٍ في القصيدةِ أُبحرُ
وقاربُ حرفي مُثقَبٌ ومُكسّرُ

ومجدافُ هذا اللفظِ يَنخُرُهُ الأسى
ومِن فَوقهِ بَيت العَناكِبِ يُزهِرُ

تُلعلِعُ أوزانُ الخليلِ بأضلعي
وأمواجُها في صدرِ شعري تُدمّرُ

وصَرخةُ أوجاع القوافي بصفحتي
كأسدٍ من السجنِ المُشدّدِ تَزأرُ

وَوقعُ مِدادي حينَ يَرسِمُ جُملةً
كرعدٍ على سطري الضعيفِ يُزمجرُ

تَعبتُ من الإبحارِ في كلّ قصةٍ
وقد ضَجِرت مني يَراعٌ وأَسطرُ

بِضمٍ وتَسكينٕ أُزيّنُ لَفظتي
وحيناً بحبلِ الكسرِ فيها أُجرجرُ

أُقَطِّعُ طُول الليلِ فيها كجثةٍ
فأطعنُ منها ما أشاءُ و أنحرُ

وعندَ بُزوغ الفجرِ أرمي مَحابري
وأجمَعُ أشلاءَ القصيدِ وأُقبِرُ

أوس الهلالي