” قوارب الموت “

قَوَارِبُ الْمَوْتِ تُرَدِي الزَّهْـرَ مِنْ وَطَنِي
فِي رِحْلَةِ الْبَحْثِ عَنْ أَمْنٍ وَ عَنْ سَكَنِ

وَ طُغْمَةُ الْبَغْيِ مَازَالَتْ تُـلَاحِقُـهُمْ
مِنْ رَبْوَةِ الشَّامِ حَتَّى الْبَحْرِ مِـنْ عَـدَنِ

مِنْ شَاطِئِ الْجُوعِ فِي لُبْنَانَ قَدْ نَزَحُوا
وَ الْحُلْمُ رَاوَدَهُمْ وَ الْمَوْتُ فِي السُّفُنِ

مَاذَا أَقُولُ وَ مَاذَا الْحَـرْفُ يَنْفَعُـهُمْ
غَيْـرَ الرَّثَـاءِ لِـفِـلْـذَاتٍ مِـنَ الْـوَطَـنِ

لَمْ يَـنْــجُ إِلَّا طَوِيلُ الْعُمْـرِ تُرْجِعُـهُ
هَذِي النَّجَاةُ إِلَى الْإِجْحَافِ وَ الدَّرَنِ

لَوْلَا الْإِيَـاسُ لَـمَـا كَانَـتْ نَوَاظِـرُهُمْ
لِـتَـمْـخُـرَ الْأُفْـقَ تَنْسَى رِبْقَةَ الْعَفَنِ

فِي مَرْكَبِ الْمَوْتِ قَدْ تَاهَتْ مَدَارِكُهُمْ
فَـمَـا تُـفَـرِّقُ بَيْـنَ الْحُلْـمِ وَ الـرَّسَـنِ

وَ لُـجَّـةُ الْـبَـحْـرِ لَا تَدْرِي مَـآسِيَـهُمْ
حَتَّى تُـحَـمِّـلَـهُـمْ مِـنْ أَوْسَعِ الْمِـنَنِ

تَـعَـاوَنَ الْبَـحْـرُ وَ الْجَـــلَّادُ يَا وَطَنِي
كِلَاهُمَا قَـاتِــلٌ يَـقْـسُـو مَـعَ الــزَّمَــنِ

كِلَاهُمَا مِـحْـنَــةٌ أَجَّـتْ سَـوَاعِـرَهَـا
وَ تَـلْـقَــفُ الـرُّوحَ لَا تَأْسَى عَلَى الْبَدَنِ

وَ عَـالَـمُ الْـمَـيْـنِ قُـمَّــــاتٌ يُـؤَلِّـفُـهَـا
وَ يَقْـسِـمُ اللَّـوْمَ بَيْنَ النَّوْمِ وَ الْوَسْنِ

كُلُّ الطَّـوَاغِـيـتِ فِي الْأَقْطَـارِ ثَبَّـتَـهَا
حَتَّى تُـحَـبِّـبَـنَـا بِالْعَيْشِ فِي الْعَـطَـنِ

وَ نَجْثُـو لِـلـظُّـلْـمِ أَوْ نَسْعَى لِقَاتِلِـنَـا
وَ صَوْتُ تَـصْـفِـيـقِـنَا يَعْلُو عَلَى الْقُنَنِ

وَ فِي الطَّـوَابِيرِ نَسْعَى نَحْوَ لُـقْـمَـتِـنَـا
وَ نَشْـكُرُ اللَّهَ أَنْ أَبْـقَـانَـا فِي الْوَطَنِ

يَـضُـمُّـنَـا فِـي رِبَــاقِ الـذُّلِّ مِـسْـحَلُـنَـا
وَ الْكُـلُّ يَهْتِفُ عاشَتْ رِبْقَـةُ الرَّسَنِ

سَـنَـبْـلُـغُ الـثَّـأْرَ يَا أَذْيَــالُ فَانْتَظِرُوا
وَ لَــوْ تَـدَاوَلَــنَـا رَدْحٌ مِــنَ الـزَّمَــنِ

وَ تَـرْجِـعُ الشَّامُ بَـعْـدَ القَـهْـرِ سَــيِّدَةً
تَـقُـودُ أُمَّـتَـنَـا فِي الْعِــزِّ وَ الْمِـحَـنِ

وَ يَرْجِعُ الْبَحْرُ بَعْدَ الْقَـيْدِ يُنْصِـفُـنَـا
وَ يَنْـفَـحُ العِطْرَ غارُ الـنَّصْرِ في وَطني

أبو المصطفى محمد
حدائق الضاد