تجثو البلادُ على جمارِ المحرقه
ومدامعي من هولها متدفقه

والقهرُ يبني في الصدور مقابرًا
كفُّوا الهيامَ ترى الرؤوس مُحلِقه

وطني ضياعٌ ضمَّهُ لحدُ الأسى
والغدرُ نابٌ مستبدٌّ مزَّقه

وسماؤهُ من لجَّةِ الأهوالِ كمْ
تبكي على وجعِ العروبةِ مشفقه

غيماتهُ من سكرةِ الموتِ الرهيبِ
تخضبتْ ومضتْ لظىً متفرقه

نزفتْ جحيمَ البؤسِ من أرحامها
مذ أضرمتها نارُ غدرٍ محدِقه

صوتي انتحابُ الأرض ملءُ جفونها
وقصائدي فيها الدموع معتّقه

تجري على الظمإِ العنيدِ فترتوي
كلُّ الصحارى من نشيجِ الأروقه

والشمسُ قيظٌ بالأنينِ توقّدتْ
أهدابُها فوقَ اللهيبِ معلقه

هم أمعنوا بثَّ الشقاء بموطني
فوقَ المقاصلِ تاهَ حبلُ المشنقه

والحلمُ من بين الغمائمِ سافرتْ
أطيافهُ تصبو الأمانَ مزقزقه

مثل الفراشِ توردتْ آمالهُ
من بعد ما زالتَ خيوط الشرنقه

فتألقتْ أسرابهُ وتبخترتْ
بين الزهورِ تشمُّ عطرَ الزنبقه

لكنَّها ريحُ المهالك أقبلتْ
تردي رياضًا بالدِما مُتعشقه

سأظلُّ نهر الحبِّ أبعثُ بالحيا
وتظلُّ روحي بالأمانيَ مشرقه

ياسمين العابد

.