– فرصةٌ أخيرة –

ما بال هذا القلب لا يتصدّعُ
من خشية المولى ولا يتخشّعُ؟

الله ما أقساكَ من قلبٍ ! متى
ألقاكَ تستجدي رضاه وتفزعُ؟

إنْ أنتَ لم تُرزقْ خشوع مجاهدٍ
فأقلُّ شيءٍ عنده تتصنّعُ

ما أنتَ منتظرٌ ؟ وأيّ غوايةٍ
تلهيكَ عن طلب الكريمِ وتمنعُ؟

اسرعْ وسارعْ إنّ فضل السبق لا
يحظى به إلا المجدُّ الأسرعُ

قمْ مقبلاً إنّ الدروب طويلةٌ
والعشرُ كادت عن مداك تُودعُ

هنّ المطايا إنْ عزمتَ ركوبها
فالخيرُ فيها فوق ما نتوقّعُ

رحلتْ قلوب العاشقين وسافرتْ
شوقاً وأنتَ بسجن ذنبك تقبعُ

هي فرصةٌ للمذنبين أخيرةٌ
قد لا تُتاحُ ومن يؤمّلُ يرجع؟

( حسن غالب الجعدي )