في الفاجعة الأليمة التي غرق فيها قرابة المئة شخص من اللبنانيين والسوريين
والفلسطينيين في قارب الموت ركزت وسائل الإعلام الرسمية على إلقاء المسؤولية
على مالك المركب وحده، ونسيت السبب، أو تناست حالة اليأس المحبط الذي استولى
على نفوس هؤلاء المهاجرين حتى اضطروا إلى ركوب البحر رغم الخطر المحدق،
فكانت هذه الأبيات:
لـمْ يَغـرقـوا في الـبحـرِ لـكـنْ أُهـلِـكوا
ورمـاهُـــمُ فـــيـهِ الـزَّمـانُ الـمُــنـهِــكُ
لا. لا تـلـومـوا الـبـحـرَ في فــتَـكـاتِـهِ
لـــكِــنْ فـلـومـوا واقِــــعًـا يَــتَـهَــتَّــكُ
لـومـوا الـفسادَ وأهـلَ سـوءٍ أسـرفـوا
في وضـعِـهِـمْ قــيْــدَ الإهـانـةِ يُـربِـكُ
لـوموا مَنِ اخـتـطـفَ الـبـلادَ وظنَّـها
لـيـسـتْ ســوى مُـلْـــكٍ لـه يُـتـمَـلَّــكُ
كـانـوا بـحـالِ الـنَّـزعِ قـبـل ولـوجـهِ
مـا كـــان مِـن آس لـهـم يَـســتــدْرِكُ
دفـعـوهُـمُ لـلـيـأس دفــعًـــا قـــاتِـــلًا
كــلَّ الأمـاني فـاســتحـال الـمَـسـلَـكُ
فـتسابـقـوا لـلـبحـرِ كـيْـمـا يـغـرقـوا
والـرُّوح في الحالـيْـن فـيهـمْ تُـسفَـكُ
واحـسـرتـاهُ عـلـيْــهـمُ قـد أُزْهِـقَــتْ
أرواحُـهُـمْ والـبـحـرُ ســاهٍ يَـضحـكُ
لـيْس الـمُـقـامرُ مَـن يـقـودُ سـفـيـنةً
مـلأى بـأصـنافِ الـعـوائـلِ تُـتـرَكُ
فـالـتَّـاجـرُ الـطَّـمَّـاع لـيـس يـهـمُّـهُ
إلَّا الـمَـرابـحُ عــنـــدمـا يَـتـحــرَّكُ
أيـن الـرَّقـابـةُ لــمْ تُـتـابع بـؤسَـهُـم
أيـن الحـراسةُ تـستجـيـبُ وتـدرِكُ؟
إنَّ الـمُـقـامـرَ مَـن تخـلَّـى عـنـهُـمُ
مِن قبلِ أن يلجوا البحارَ ويَهْـلِكوا
محمد عصام علوش
25/9/2022م