( على مَن تُنادين ؟!!! )

مِن ساحة القدس قد ناديتِ أُمَّتَنا
كُفِّي – فديتكِ – قد ناديتِ أمواتا

مهما صرختِ فإنَّ القومَ في صَمَمٍ
قد نَكَّسُوا الرأسَ إذعانًا وإخباتا

أُسْدٌ على الضُّعَفَاءِ مَن بَنِي دَمِهِم
وعِنْدَ ذِكْرِ العِدَا يجرونَ أشتاتا

قد أدمنُوا الذُّلَّ والتَّفريطَ في شرفٍ
لا يَرْفَعُونَ إزاءَ البَغْيِ أصواتا

يحيونَ في تَرَفٍ والجهلُ يَأسرهم
حتَّى وإنْ فاتَهُم في العِزِّ ما فاتا

بُكْمٌ وعُمْيٌ إذا ما إخوةٌ ذُبِحُوا
أو أصبحت دُورُهُم للنَّارِ أقواتا

وقد ترى مِنهم الخَوَّانَ واأسفًا
في خِسَّةٍ خِنْجَرًا في الظَّهْرِ قد باتا

يا مقدسيُّون صَبْرًا كُلَّما غدروا
فكم عَلَت دولةُ الإظلامِ أوقاتا

لا تَقْنطُوا أبدًا فالنصر مَوعدكم
واللهُ أنبتكم لِلمجدِ إنباتا

قد يعظم الكرب لكنْ بعده فرج
و يُقتل المرء لكنْ قَطُّ ما ماتا

حمدي الطحان