في الحَربِ يَغرقُ بالدَّمِ الفقراءُ
والأغنياءُ مكاسِبٌ وثَراءُ

فإذا انتَهَت عاد الجميعُ، ولم تَعُد
مِن حربهم عدنٌ ولا صنعاءُ

فالأغنياءُ الهاربونَ تَصونُهم
أموالُهُم، والخاسِرُ الشهداءُ

عند انتهاءِ الحربِ تُرفَعُ رايةٌ
وطنيةٌ.. لكنها سوداءُ

لِمتاجرٍ بالدِّين أو لمُتاجرٍ
باسمِ البلادِ.. وكلهم أعداءُ

شهرَ الصيامِ لقد رجعتَ وحالُنا
بين الإقامةِ والنزوحِ بَلاءُ

كل البلاد غريبةٌ، وجميعُ مَن
مكثوا بها أو غادروا غُرباءُ

والعَطفُ بين الناسِ ماتَ ولم يَعد
بين الإجابة والسؤالِ دُعاءُ

أخطاءُ حَربٍ نحنُ، منذ بدايةِ الـ
ـتاريخِ، نحنُ وحربُنا أخطاءُ

شهرَ الصيامِ لقد رَجَعتُ وكلنا
مُتذمّرٌ مِن حالِنا مُستاءُ

لكننا بكَ سوف نبدأُ موعداً
تصفو النفوسُ بنورِهِ وتُضاءُ

بهُدى الإلهِ سَنقتدي وجدودِنا
فالنارُ بِنتُ جِباهِهِم والماءُ

رمضانُ يا رمضانُ ماتَ حَيَاؤُنا
مِن صَومِنا، وأصابَنا الإغواءُ

ونجومُنا كَسَرَت مَرايا نُورِها
ومَشَت تَجرّ ذيولَها الظلماءُ

لِلخانعينَ مِن الثراءِ وَلائمٌ
والصادقينَ مآتمٌ وعزاءُ

لسنا لُصوصَاً، غير أنّا لم نَقُل
لِلِّصِّ: إنك آثِمٌ خَطَّاءُ

فالناسُ أفواجاً أمامَ لُصوصِهِم
يَتزاحَمون لِتُشبَع الأمعاءُ

لا الصومُ علَّمَنا الكلامَ، ولا لنا
في الفِطرِ إلا خشيةٌ ورِياءُ

في الحَربِ يَتَّحِدُ الهَلاكُ، فكل مَن
تحت الإقامةِ والنزوحِ سَواءُ

ذهب الذين نُحبهم ونَخافُهم
وتشابَه الأمواتُ والأحياءُ

رمضانُ يا رمضانُ إن لم نَتَّحد
لَعبَت بنا وبأرضِنا الغُرباءُ

وَحِّد مَوَاكِبنا، فأنتَ دَليلُنا
وفَضاؤُنا إن ضاقت الأرجاءُ
صديق اليوسفي
6/5/2019