هاجتني قصيدة قرأتها لأمير الشعراء أحمد شوقي مطلعها ( سلام من صبا بردى أرق … و دمع لا يكفكف يا دمشق) فكتبت هذه الأبيات :

لَكَمْ ذُكِرتْ بتاريخٍ دِمَشْقُ
و كم مُدِحَتْ و زان المدحَ صِدقُ

و كم تاقت عيونٌ كي تراها
و قد ملكَ القلوبَ صباً و عٍشقُ

و كم درجَتْ فِئامٌ من قديمٍ
على دَقٍّ لبابكِ يا دمشق

متى نالوا عطاءً و استزادوا
أتتْ من بعدهم زُمَرٌ تدُقُّ

و ما نَضَبَت خزائِنُهم و غاضتْ
و لم نَرَ حالَهم يوماً يرِقُّ

و دار بكِ الزمانُ إلى سنينٍ
و حالُكِ بات مِن كَربٍ يَشُقُّ

توارى النورُ ثُمَّ أتى مَغيبٌ
طويلُ الليلِ ، ما للصُبحِ فَلْقُ

جبالُ العزِّ منكِ غدت تهاوى
و طَودُ البؤسِ ليس إليه نَتق

بشيرٌ في الرُّبى ما عاد يشدو
و قام خِلافه للبُومِ نَعق

و ها أنا ذا من الأركانِ أهوي
و نابَ القلبَ من رؤياكِ صَعْقُ

أبَعدَ المجدِ و الدنيا مَوَالٍ
دهاكِ الضيمُ و الأحرارُ رَقُّوا

بَدَوا من بعد شِدَّتِهم سُكارى
و فارق أرضَهم أمنٌ و رِفْقُ

غدوا من فرط فاقتِهم حُطاماً
و لم يتبقَ بالبستانِ عِذْقُ

نُسيتي يا دمشق كما نُسينا
و لم يُنشر عن الأمويِّ رَقُّ

تعامَوا عن سناكِ كما عَمينا
و ما للعُميِ في الأمجاد حَقُّ

فهل نصحو على فجرٍ جديدٍ
و قد رحُبَت بُعيد الضيق طُرقُ

و هل ياتي لنا مجدٌ قريبٌ
فقد أودى بنا للمجدِ شوقُ

إبراهيم عتيق