7 ديسمبر, 2022 دمشق
هاجتني قصيدة قرأتها لأمير الشعراء أحمد شوقي مطلعها ( سلام من صبا بردى أرق … و دمع لا يكفكف يا دمشق) فكتبت هذه الأبيات :
لَكَمْ ذُكِرتْ بتاريخٍ دِمَشْقُ
و كم مُدِحَتْ و زان المدحَ صِدقُ
و كم تاقت عيونٌ كي تراها
و قد ملكَ القلوبَ صباً و عٍشقُ
و كم درجَتْ فِئامٌ من قديمٍ
على دَقٍّ لبابكِ يا دمشق
متى نالوا عطاءً و استزادوا
أتتْ من بعدهم زُمَرٌ تدُقُّ
و ما نَضَبَت خزائِنُهم و غاضتْ
و لم نَرَ حالَهم يوماً يرِقُّ
و دار بكِ الزمانُ إلى سنينٍ
و حالُكِ بات مِن كَربٍ يَشُقُّ
توارى النورُ ثُمَّ أتى مَغيبٌ
طويلُ الليلِ ، ما للصُبحِ فَلْقُ
جبالُ العزِّ منكِ غدت تهاوى
و طَودُ البؤسِ ليس إليه نَتق
بشيرٌ في الرُّبى ما عاد يشدو
و قام خِلافه للبُومِ نَعق
و ها أنا ذا من الأركانِ أهوي
و نابَ القلبَ من رؤياكِ صَعْقُ
أبَعدَ المجدِ و الدنيا مَوَالٍ
دهاكِ الضيمُ و الأحرارُ رَقُّوا
بَدَوا من بعد شِدَّتِهم سُكارى
و فارق أرضَهم أمنٌ و رِفْقُ
غدوا من فرط فاقتِهم حُطاماً
و لم يتبقَ بالبستانِ عِذْقُ
نُسيتي يا دمشق كما نُسينا
و لم يُنشر عن الأمويِّ رَقُّ
تعامَوا عن سناكِ كما عَمينا
و ما للعُميِ في الأمجاد حَقُّ
فهل نصحو على فجرٍ جديدٍ
و قد رحُبَت بُعيد الضيق طُرقُ
و هل ياتي لنا مجدٌ قريبٌ
فقد أودى بنا للمجدِ شوقُ
إبراهيم عتيق