حسبنا الله
تقسو بنا الدنيا وتضطربُ
تلهو بنا دوما وتنقلبُ
وإننا منها إلى حفرٍ
تضمّنا والفجرُ يحتجبُ
تمضي بنا الأيامُ في عجلٍ
إلى لقاءٍ منهُ نقتربُ
إلى جنانٍ مقبلون على
خلودها شبابنا دأبُ
أو إننا إلى الجحيم وفي
نيرانها نصلى ونحتطبُ
إنّا الى الإلهِ مرجعنا
هو الرحيم فيه نحتسبُ
لولاهُ أعرضت مقاصدُنا
وصاحبت قلوبنا الرَّيبُ
وفيه نرتقي إلى قممٍ
ونور فجرنا بِهِ نثبُ
وجمر صبرنا على ألمٍ
عزيمة الإصرار والغضبُ
ذكر الإله فيهِ نصرتنا
على الأسى فعزمنا لهبُ
الأنس يعتري القلوب وفي
هنائها تحيا وتنجذبُ
وترتقي العقول في ألقٍ
تسمو بأفلاك فتنتصبُ
من فضلهِ أعمارنا ابتهجت
بالخير فازدانت بها الكتبُ
تروي بها أعمالنا وإلى
يوم الحساب بحرها لجبُ
يا ربّ كن مع العباد فهم
في شوقهم للملتقى ندبوا
يوم اللقاء في الجنان وقد
جاؤوك بالرجا قد اقتربوا
حمدا لرب الكون من نِعمٍ
في كوننا تسري وتنسكبُ
نحيا وعين الله تكلؤنا
بحفظهِ دوما فلا نصبُ
مهما مضت فينا حوادثنا
فإننا في اللهِ نحتسبُ
غازي المهر