حِجَابُكِ أجملُ مِنْ عُرْيِهم
فلا تَحْفَلي .. قولُهُمْ كالهُراءْ

فهم خَلْفَ أهوائهم يُهْرَعونَ
وأنتِ على دربكِ المُستضاءْ

وكيفَ يؤرِّقُكِ المُرجفونَ
وليسوا سوى حِفْنةٍ منْ هَباءْ ؟

فلا تخضعي مثلما الأخريات
وأنتِ الأميرةُ بينَ النساءْ

فإنّ النساءَ بلا حِشْمةٍ..
ليُشْبِهْنَ في السوقِ شَكْلَ الإماءْ

جمالُكِ في رقّةٍ واحتشامٍ
وليْسَ رقيقٌ وفظٌّ سواءْ

وما قيمةُ الحُسْنِ في ناظرٍ
إذا ما تجرّدَ منهُ الحياءْ ؟

لَأنتِ بثوبِ العفافِ أمامي
كما البدرُ ضمّتْهُ هذي السماءْ

تُصَانُ الجواهرُ في خِدْرها
وتُلْقَى الحجارةُ فوقَ العراءْ

وإنَّ طعامًا هنا قد تعرّى
لَيَحْمِلُ داءً وداءً وداءْ

ويأنفُ منه سَوِيُّ الطباعِ
ويُدني الذُّبابَ بكلِّ اشتهاءْ

محمود عربانو