كان هناك عداوة شديدة بين جدي أبي حسن والابتسام والضحك، ولم يكنْ في وسع أيٍّ من أبنائه أو أحفاده مناقشته في أي موضوع، أو الاستفسار عن أي قضية أو محاورته في أي قرار من قراراته. ولهذا السبب كانت المعلومات المتعلقة به وبحياته قبل زواجه من جدتي شحيحة للغاية.
كان لدى جدي الكثير مما يمكن الحديث عنه، لكنه لم يكن ليبوح بشيء منه إلا لبعض خاصته من أقرانه من خارج العائلة. ولطالما رأيته يسهب في الحديث مع أولئك الخاصة، ولطالما امتدَّ ذلك الحديث لساعات وساعات دون كللٍ أو ملل.
لم يوافق جدي على تزويج أي من ابنتيه خوفاً من أن يقال لها يا ابنتة المصري من قِيَل زوجها أو عائلة زوجها، ولقد سمعت إحداهن أكثر من مرة وهي تقول:"ألم يكن من الأفضل أن تكون كل منا مع زوجها وأولادها ويكون لها بيتها المستقل؟". أما أبناؤه فقد فقد غادر ثلاثة منهم إلى الكويت في الخمسينات من القرن الماضي وهو والدي -حسن- ومحمد ومحمود، ولحق بهم علي عام 1966 بعد أن أنهى الثانوية العامة. وبقي جدي في  مع ابنتيه حسنية وسعاد وأصغر أبنائه -عليان- في مدينة جنين.
يتبع….
بفلم:نجم رضوان