كان لعمتي سعاد حُظْوَة عند جدي أبي حسن أكثر من عمتي حسنية، ذلك بأن عمتي سعاد كانت تقوم بتلبية مطالبه -من إعداد القهوة السادة، والشاي بالليمون وغيرها- دون تلكؤٍ منها، بل إنها في الحقيقة هي من كان يقوم بتدبير شؤون المنزل من تنظيف وطبخ وغسيل. أما عمتي حسنية فقد كانت مشغولة بالخياطة، وقد حوّلت إحدى غرف المنزل إالى مشغل خياطة، فكانت النساء تؤمّها من كافة أنحاء مدينة جنين وقراها.ولهذا السبب كان جدي يتجاوب مع عمتي سعاد عندما تطلب منه شيئاً أو تشكو إليه شخصاً تخاصم معها. 
كان والدي رحمه الله هو من قام بتعليم عمتي حسنية وعمتي سعاد الخياطة واشترى لهما آلة الخياطة، فبرعت عمتي حسنية في هذا المجال، أما عمتي سعاد فلم يكن لها رغبة في ممارسة الخياطة بعد أن تعلمت.
كانت عمتي سعاد رحمها الله حساسة جداً، ولطالما دخلت في خصومات مع إخوانها وزوجات إخوانها بسبب تلك الحساسية المفرطة، سواء وهي في  مدينة جنين أو عندما كانت تسافر إلى الأردن أو الكويت. أما عمتي حسنية فكانت مختلفة عنها وكان تركيزها على موضوع النظافة يأخذ حيّزاً كبيراً من تفكيرها.
عمتي حسنية ترقد الآن على سرير الشفاء في بيت جدي في مدينة جنين بعد أن تعرّضت لكسرٍ في ساقها وذراعها. أدعو الله أن يشفيها شفاءً لا يغادر سقماً، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

يتبع….

بقلم:نجم رضوان