اختارت جدتي رحمها الله أصغر أبنائها (الذي هو والدي) لتقضي باقي حياتها عنده بعد وفاة جدي
وقد كان لوجودها في الأسرة بعض الإيجابيات  رغم أن الكثير من أمور حياتنا كان يتوقف على رأيها!فكانت هي (وزارة الداخلية) كمايُقال وليست والدتي!مما كان يضطرنا أحيانا للتحايل عليها أو سلوك طرقٍ ملتوية لنيل رضاها.

من المواقف التي لاأنساها أنه عندما وُلِدَ أصغر إخوتي ،وكنتٌ حينها في آخر المرحلة الإبتدائية ، لم تجد جدتي ماتُساعد به والدتي التي زادت مسؤوليتها بالمولود الصغير إلا باقتراح إخراجي من المدرسة!
وكان مما تُكرر و تقول أن قد" تعلمتِ فك الحرف وهذا يكفي وشو فائدة الشهادة للبنت وآخرتها بالمطبخ عند زوجها"؟

عندما أدرَكتُ أنّ الأمر جد وسيدخل حيز التنفيذ وكانت الدراسة عندي أهم من الطعام والشراب فقد ذهبتُ إلى المدرسة في اليوم التالي باكية حزينة وأخبرتُ مُدَرِسَتي بالأمر ثُم أخبرتُ مُدير المدرسة،وبما أني كنتُ معروفة بالجد والاجتهاد فقد كان  الطاقم المدرسي  في اليوم التالي كله في بيتنا  ليتوسط لي عند والدي ويثنيه عن رأيه!
ولما كان جُلّ الطاقم من (الجنس اللطيف)،فقد استطاع أن يُؤثر على والدي ويُعيدني إلى المدرسة!

رحم الله والدي ورحم جدتي ..
وجزى الله  أولئك المدرسات خيراً فقد كان لهنّ الفضل في عامٍ دراسي آخرفي المدرسة.

بقلم:ابتسام أبو اللبن