بيني وبينك

“بيني وبينكِ غربةٌ وشتاتُ
ومواجعٌ من أدمعي تقتاتُ”

بيني وبينكِ أبحرٌ وعواصفٌ
في عمقها قد تاهت المرساةُ

لم يبق من ذكرى الصّبابةِ والهوى
إلاّ رمادٌ أسودٌ ورُفاتُ

إلاّ بلادٌ قد هجرتُ ربوعها
قد عاث فيها الحقدُ والنعراتُ

بيني وبينكِ حسرةٌ ومواجعٌ
ومدامعٌ وأحبّةٌ قد ماتوا

موتٌ جماعيٌّ، نحيبٌ مرعبٌ
بيني وبينكِ طالت المأساةُ

هذا قتيلٌ نازفٌ، هذي يدٌ
سفّاكةٌ، ذُبِحت بها الثوراتُ

تغتالنا كفّ الغريب وإنّما
في زحمة الأحداث نحن عراةُ

بيني وبينكِ ملجأٌ ماتت به
روحٌ على أعتابه وحياةُ

وطنٌ جريحٌ نازفٌ يحتاج أن
تُتلَى على أنقاضه صلواتُ

وسيم عمار (قصائد من الشرق)

معارضة لقصيدة الخطاط صلاح الخضر ، من كبار الشعراء السوريين