رحم الله من قضى .. وعجّل الشفاء للجَرحى

( بناية اللويبدة)

أمسَتْ رُكامًا بعدما كانت لهم
سَكَنًا بأفراحِ الحياةِ مُكَلَّلَا

تلك العمارةُ كم حَوَتْ أحلامَهم
كالرّوضِ يحوي سوسنًا وقرنفلَا

حتى هَوَتْ أركانُها بهمُ ، وقد
مَادَ البناءُ تَصَدُّعًا … وتَزلزُلَا

فتراهُمُ تحت الدَّمارِ كَسَتْهُمُ
أنقاضُها ثَوبَ المَواجِعِ مُثقَلَا

غطّى الغُبارُ ثيابَهم .. ألعابَهم
أشياءَهم … وبِهِ الجميعُ تَجَلَّلَا

تلكَ الفجيعةُ قد رمتْهُم بغتةً
بسهامِها … حتى أصابَتْ مَقتَلَا !

يا حسرةً إذ يَنشِلُونَ صِغارَهُم
جُثَثًا .. وجَرحَاهم تَئِنُّ تَوَسُّلَا

تَنعَاهُمُ الأردنُّ وهْيَ حزينةٌ
ودُموعُها كالسّيلِ إذ هو أُرسِلَا

لَكِنْ عزاءُ القَلبِ أَنّ مُصابَهُم
أجرٌ ، بإذنِ اللهِ ، في دارِ العُلَا

فالموتُ تحت الهَدمِ نَوعُ شَهادةٍ
قد بَشَّرَ الهادي بذاكَ … وفَصَّلَا

ربّاهُ فارحَمْ مَنْ قَضَوا منهم وهَبْ
جَرحاهُمُ منكَ الشِّفاءَ تفضُّلَا

وامنحْهُمُ صبرًا على لَأْوائِهم
وارزقْهُمُ عِوَضًا جزيلًا .. مُذهِلَا !

#عواد_المهداوي
14 / 9 / 2022 م